शौकी: चालीस वर्षों की दोस्ती
شوقي: صداقة أربعين سنة
शैलियों
بشنعاء يعيي القائلين جوابها
لا جرم أن في هذا الشعر، سواء من المهاجم أو المدافع من جزالة اللفظ وبلاغة التأثير وعلو النفس وقوة الطبع، ما يندر أن يكون في شعر شاعر، وقد كان يلذ للقارئ ويحلولى في ذوق السامع ويستعاد مرارا لولا ما في جواب الشاعر الأسدي من المقاذر، ولو أنهم كانوا اقتصروا على المفاخرة والمعاتبة لكان بهم أحجى، ولهم أنجى، وبالأفئدة أعلق، وبزكاء شمائلهم أنطق، وعلى كل حال لم يعلم ماذا كان يكون من شوقي لو فاخره مفاخر أو كاثره مكاثر؛ فإنه لم يسلك هذه الطريقة ولا اختار هذا المركب ولو أنه كان اختاره أو دفع إليه لوجد من يجاذبه الحبل ومن يقف في وجهه وقوف الكفء للكفء فلا حافظ إبراهيم ولا خليل المطران ولا الكاظمي ولا الرصافي ولا من في درجتهم، كان يعجز عن أن يقابل شوقي السجل بالسجل، ولكن إما لرغبة منه عن الشحناء وإما لترفع منه عن مباراة النظراء، ربأ بنفسه عن القال والقيل، وتباعد بها عن كل نزاع من هذا القبيل، وأصبح الفذ الذي لا يساجل والجواد الذي لا يجارى، حتى إني قلت فيه عند وفاته من جملة رثائي له:
ولقد رويت الشعر عن آحاده
وألفت للسباق في حلباته
وقضيت فيه صبوتي وصبابتي
وقطفت منه خير نواراته
وأثرت في الميدان بزل فحوله
وأطرت في الآفاق شهب بزاته
فرأيت شوقي لم يدع في عصره
قرنا يهز قناته لقناته
अज्ञात पृष्ठ