وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه .
قال الشيخ: مسجد فخم جميل؛ ولكن تنقصه حانة في إحدى زواياه ليغشاه السلطان بين الحين والحين.
سمعها السلطان فسكت، ولا أدري ماذا جال في نفسه؛ ولكن أحسب سورة الحق وجلال الدين وسطوة العلماء المخلصين أخذته من كل جانب فسكت صاغرا.
السبت 19 ذي القعدة/2 سبتمبر
ألم الخاطرات أو خاطرات الألم
يخطر للإنسان أحيانا خطرات من الاعتداد بنفسه واحتقار غيره، أو حب التزيد فيما له وبخس ما لغيره، أو تمني قهر الناس وإذلالهم أو الشماتة بهم.
ويخطر له أحيانا من مطامع لا توافق الحق، ولا تلائم الإباء والعفة، أو شهوات لا يحدها العدل ولا تنصرها المروءة.
ويسترسل الإنسان في أحاديث نفسه، ليبلغ بهذه الخطرات غايتها وينتهي بوساوسه نهايتها. ويشعر أحيانا شعور من يتمرس بهذه الأماني أو هذه المطامع والأحقاد، فيغضب ويرضى ويحزن ويفرح، مع ما بين الحقيقة والخيال من بون.
وهذه الأحاديث التي يتصرف فيها الخيال، وتؤثر في النفس بالانبساط والانقباض، والحب والبغض، والرضا والسخط، تاركة لا محالة في نفس صاحبها آثارا تستكن في السرائر وتخفى، ولكنها تعمل عملها. وكما يحدث الخيال المفرح فرحا، والخيال المحزن حزنا يحسهما المتخيل، كذلك يدع الخيال في قرارة النفس أثرا من الحب أو البغض والعدل أو البغي، والنور أو الظلمة، والطهر أو الدنس ... وهلم جرا.
فاجتهد أن تنفي عن نفسك أحاديث الهوى والجور، واحذر آثارها الخافية في النفس، وكن سليم الصدر، طاهر الخيال، عادل الفكر، طاهر المأرب، واذكر قول أبي العلاء:
अज्ञात पृष्ठ