111

وأصل عظيم في تنزه الإله تعالى عما يقول الخائضون في معرفته، العادلون به.

بيان ذلك: ان كل ما يمكن أن يعرف نفسه فمعرفته إنما هو بمعرفة أسبابه؛ إذ العلم اليقيني الضروري [1] بالشيء، إنما يحصل من جهة وجوبه، إذ لو عرف بجهة إمكانه، لم يحصل العلم بضرورة وجوده. والشيء مع علته بالوجوب، ومع غيرها بالإمكان، فما لا علة له لا يمكن معرفة نفسه بالضرورة، بل إن كان فمن جهة آثاره وعلاماته أو من طريق آخر ستعرف [2] إن شاء الله بعيد ذلك.

وأيضا قد عرفت [3] أن كل ما هو معقول للشيء، فهو من تلك [4] الجهة معلول له. ومن هذا، فليتحدس اللبيب ان هذا الوجود العام وكذا العلم وغيرهما لا سبيل لها إلى الحضرة الأحدية لانها كلها معلومات الحقيقة، معروفات الهوية، فهي معلولات [5] الذوات، مخلوقات السمات، فلا يليق أن يوصف بها فاعل الحقائق والوجودات.

وكل قائم في ما سواه معلول

ضمير «سواه»، يرجع إلى القائم، وذلك لان كل قائم بغيره، فانما [6] يقوم بذلك الغير، إما لذات ذلك الغير أو لغيره، فيجب أن يكون معلولا فالوجود [7] والعلم

पृष्ठ 126