110

وكل مزدوج الحقيقة، متذلل لما هو بسيط الذات [1] أحدي الماهية والقائل بالأبعاض والأجزاء في الله سبحانه، إنما جعله مثل نفسه في التأليف والتركيب بأي نحو كان في الذات أو في الصفات، وذلك ينافي التذلل والخضوع لوجود المماثلة بينه وبين الله سبحانه.

وأيضا، من قال بالأبعاض فقد جعل أبعاضه أولى بالتذلل من المركب منها، لأن البسيط هو الأصل «فما تذلل له من بعضه».

[انه تعالى لا يدخل في وهم ولا عقل]

ولا إياه أراد من توهمه

لأنه سبحانه لا يدخل في وهم ولا عقل. أما الأول، فلأن الإدراك الخيالي كما قد ثبت في مظانه [2] ، إنما يكون بالانتزاع من الحس وقد سبق معنى الانتزاع [3] وذلك يستلزم المادية؛ والإدراك العقلي: أما للبسائط العامة فبالانتزاع من الأفراد وليس هو سبحانه بكلي ذي أفراد وأما الحقائق العقلية فمعرفتها: إما بأجزائها أو بعللها الذاتية أو بأعراضها اللازمة وكل ذلك مستحيل عليه سبحانه على ما علمت غير مرة

كل معروف بنفسه مصنوع

هذا دليل على استحالة توهمه سبحانه و«التوهم» في اصطلاح الأخبار، قد يطلق على التعقل؛ وقد يطلق على الإدراك الباطني مطلقا وهو برهان شريف

पृष्ठ 125