فسكنها، وأكثر بها السماع عن سليمان بن حرب، وأبي النعمان، وأبي الوليد،
ثم دخل إلى الشام ومصر، وانصرف إلى العراق، ثم رحل بابنه أبي بكر إلى
بقية المشايخ، وجاء إلى نيسابور، فسمع ابنه من إسحاق بن منصور، ثم خرج
إلى سجستان، وطالع بها أسبابه، وانصرف إلى البصرة واستوطنها.
وحدثنا محمد بن عبد الله الزاهد الأصبهاني، حدّثنا أبو بكر بن أبي داود،
حدّثنا أبي، حدّثنا محمد بن عمرو الرازي، حدّثنا عبد الرحمن بن قيس،
عن حماد بن سلمة، عن أبي العشراء الدارمي، عن أبيه: " أن النبي ﷺ سئل
عن العتيرة، فحسنها ".
قيل: إن أحمد كتب عن أبي هذا، فذكرت له، فقال: نعم، قلت:
وكيف كان ذلك؟ فقال: ذكرنا يومًا أحاديث أبي العشراء، فقال أحمد: لا
أعرف له إلا ثلاثة أحاديث، ولم يرو عنه إلا حماد حديث اللبة، وحديث:
رأيت على أبي العشراء عمامة، فذكرت لأحمد هذا، فقال: أمله عليّ، ثم
قال: لمحمد بن أبي سمينة عند أبي داود حديث غريب، فسألني، فكتبه عني
محمد بن يحيى بن أبي سمينة.
قال الحاكم: وأخبرنا أبو حاتم بن حبان: سمعت ابن أبي داود، سمعت
أبي يقول: أدركت من أهل الحديث من أدركت، لم يكن فيهم أحفظ
للحديث، ولا أكثر جمعًا له من ابن معين، ولا أورع ولا أعرف بفقه الحديث
من أحمد، وأعلمهم بعلله عليّ بن المديني، ورأيت إسحاق- على حفظه
ومعرفته- يقدم أحمد بن حنبل، ويعترف له.
وحدثني أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن منده، حدثني عبد الكريم بن
النسائي، حدثني أبي، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث بالبصرة، قال:
سمع الزهري من ثلاثة عشر رجلًا، من أصحاب رسول الله ﷺ: أنس،
سهل، السائب، ستين أبي جميلة، محمود بن الربيع، رجل من بلي، ابن
أبي صعير، أبو أمامة بن سهل، وقالوا: ابن عمر؟ فقال: رأيت ابن عمر
سن على وجهه الماء سنا، وقالوا: إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف يذكر النبي
ﷺ يوم قبض، وعبد الرحمن بن أزهر.
1 / 22