فلما صرَّح الشَّرُّ ... فأمسى وَهْوَ عُريانُ
ولم يبقَ سوِى العُدوا ... ن دِنَّاهمْ كما دانوا
أي جازيناهم. ويكون الدين الطاعة، قال الله ﷿: (ما كانَ ليأخُذَ أخاهُ في دِين المَلِك)، أي في
طاعة الملك. ويكون الدين السلطان، قال زهير:
لئن حللت بجوٍّ في بنى أسد ... في دِين عمرو وحالتْ بيننا فَدَكُ
وفي الدين وجه سادس، وهو الذل والعبودية. جاء في الحديث: (الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد
الموت)، يريد من استعبد. وقال الأعشى:
هو دانَ الرِّبابَ إذْ كرهوا الدي ... نَ دِراكاَ بغَزْوة وصِيالِ
ثم دانَتْ بعدُ الربابُ وكانت ... كعذابٍ عقوبةُ الأقوال
أراد: هو استعبد الرباب. وقال القطامي:
رَمَت المَقاتلَ من فؤادي بعدما ... كانت نَوَارُ تدينك الأديانا
أي تستعبدك بحبها. وقال هشام بن محمد الكلبي: أم الحويرث هي هر أم الحارث بن حصن بن
ضمضم الكلبي. وقال غيره: أم الحويرث وأم الرباب: امرأتان من كلب. ومأسل: موضع.
وأم الحويرث مخفوضة بمن، وقيل منصوبة على الصفة، والجارة منسوقة على أم الحويرث، وأم
الرباب مترجمة عن الجارة.
(إِذا قامتا تَضَوَّعَ المِسْكُ منهُما ... نَسِيمَ الصَّبَا جاءَتْ برَيَّا القَرنفُلِ)
ما في قامتا يعود على أم الحويرث وأم الرباب. وتضوع جواب إذا. ومعنى تضوع. أخذ كذا وكذا،
وهو تفعَّل تضوّع من ضاع يضُوع. يقال للفرخ إذا تسمع صوت أمه فتحرك: ضاعه صوت أمه
يضوعه ضوعا. قال الهذلي:
1 / 29