الله ﵎: (كدأب آلِ فِرعَوْن). فالكاف صلة
للكلام الذي قبلها، والمعنى: كفرت اليهود ككفر آلِ فرعون. وروى أبو عبيدة: (كدينك من أم
الحويرث قبلها) يريد: كدأبك وحالك وعادتك. قال الشاعر:
يا دينَ قلبكَ من أسماء يا دِينا
يريد: يا حال قلبك وعادته. ويروى: (يا دين قلبك من أسماء) على معنى: يا هذا، دين قلبك من
أسماء، أي استعبد قلبك. وقال الآخر:
تقول وقد درأتُ لها وَضِيني ... أهذا دينُه أبدًا وديني
أكُلَّ الدَّهر حَلٌّ وارتحالٌ ... أمَا يُبْقى علىَّ ولا يقيني
والدين ينقسم على خمسة أقسام: يكون الدين الحال والعادة والدأب، تقول العرب: ما زال ذاك دأبه
وحاله وعادته، ودينه، وديْدنه وديْدانه، وهجيراه وإهجيراته. قال الشاعر:
رمَى فأخطأ والأقدارُ غالبةٌ ... فانصَعْن والويل هِجيِّراهُ والحَرَبُ
والديدبون: طريق اللهو واللعب. ويكون الدين الحساب. قال ﷿: (يسَألون أَيَّانَ يَوْمُ الدين)،
فمعناه أيان يوم الحساب. ويكون الدين الجزاء في الخير والشر، يقال: (كما تدين تدان)، أي كما
تصنع يُصنع بك. وقال الآخر:
واعلمْ وأيْقِنْ أن مُلكَك زائلٌ ... واعلم بأنَّك ما تَدين تُدانُ
أي كما تصنع يُصنع بك. وقال الآخر:
1 / 28