أحدهن: أن يكون خاطب رفيقا واحدا وثنى، لأن العرب تخاطب الواحد بخطاب الاثنين، فيقولون
للرجل: قوما، واركبا. قال الله ﵎ مخاطبا لمالك خازن جهنم: (ألقِيَا في جَهنَّمَ كلَّ كفَّاٍ
عنيدٍ)، فثنى وإنما يخاطب واحدا. وقال الشاعر:
فإنْ تزجراني يا ابن عفانَ انزَجرْ ... وإن تَدَعاني أحمِ عرضًا ممنَّعا
أبيت على باب القوافي كأنَّما ... أصادي بها سربًا من الوحش نُزَّعا
وأنشد الفراء:
فقلت لصاحبِي لا تحبسانا ... بنَزْع أصوله واجتزَّ شيِحا
وأنشد الكسائي والفراء:
أبا واصل فأكسوهُما حلَّيهما ... فإنَّكما أن تفعلا فتَيان
بما قامتا أو تَغلواكم فغالِيا ... وإن ترَخُصا فهو الذي تُرِدَان
فقال: أبا واصل، ثم ثنى فقال: فإنكما. وقال امرؤ القيس:
خليليَّ قُومًا في عَطالة فانظرا ... أنارًا ترى من نحوما بين أم برقا
فقال: خليلي فثنى، ثم قال: أنارًا ترى، فوحد. وأنشد الفراء:
خليليَّ مرًا بي على أم جندب ... لنقضيَ حاجاتِ الفؤاد المعذّبِ
ثم قال بعد:
ألم تَرَ أني كلما جئتُ طارقًا ... وجدت بها طيبًا وإن لم تَطَيَّبِ
والعلة في هذا أن أقل أعوان الرجل في إبله وماله اثنان، وأقل الرفقة ثلاث، فجرى كلام الرجل
على ما قد ألف من خطابه لصاحبيه.
1 / 16