शरह नहज बलाघा
شرح نهج البلاغة
संपादक
محمد عبد الكريم النمري
प्रकाशक
دار الكتب العلمية
संस्करण
الأولى
प्रकाशन वर्ष
1418 अ.ह.
प्रकाशक स्थान
بيروت
دخل ابن السماك على الرشيد ، فقال له : عظني ، ثم دعا بماء ليشربه ، فقال له : ناشدتك الله ؛ لو منعك الله من شربه ما كنت فاعلا ؟ قال كنت أفتديه بنصف ملكي . قال : فاشربه ، فلما شرب ، قال : ناشدتك الله ! لو منعك الله من خروجه ما كنت فاعلا ؟ قال : كنت أفتديه بنصف ملكي ، قال : إن ملكا يفتدى به شربة ماء ، لخليق ألا ينافس عليه .
قال المنصور لعمرو بن عبيد رحمه الله تعالى : عظني ، قال : بما رأيت أم بما سمعت ؟ قال : بما رأيت . قال : رأيت عمر بن عبد العزيز ، وقد مات ، فخلف أحد عشر ابنا ، وبلغت تركته سبعة عشر دينارا ، كفن منها بخمسة دنانير ، واشتري موضع قبره بدينارين ، وأصاب كل واحد من ولده دون الدينار . ثم رأيت هشام بن عبد الملك ، وقد مات وخلف عشرة ذكور ، فأصاب كل واحد من ولده ألف ألف دينار . ورأيت رجلا من ولد عمر بن عبد العزيز ، قد حمل في يوم واحد على مائة فرس في سبيل الله ، ورأيت رجلا من ولد هشام ، يسأل الناس ليتصدقوا عليه .
حسان بن أبي سنان : ما شيء أهون من ورع ؛ إذا رابك شيء فدعه .
مورق العجلي : لقد سألت الله حاجة أربعين سنة ، ما قضاها ولا يئست منها ، قيل : وما هي ؟ قال : ترك ما لا يعنيني .
قتادة : إن الله ليعطي العبد على نية الآخرة ما يسأله من الدنيا ، ولا يعطيه على نية الدنيا إلا بالدنيا .
من كلام محمد بن واسع : ليس في النار عذاب أشد على أهلها من علمهم بأنه ليس لكربهم تنفيس ، ولا لضيقتهم ترفيه ، ولا لعذابهم غاية ، وليس في الجنة أبلغ من علم أهلها بأن ذلك الملك لا يزول عنهم .
قال بعض الملوك لبعض الزهاد : اذمم لي الدنيا ، قال : أيها الملك ، هي الآخذة لما تعطي ، المورثة بعد ذلك الندم ، السالبة ما تكسو ، المورثة بعد ذلك الفضوح ، تسد بالأراذل مكان الأفاضل ، وبالعجزة مكان الحزمة ، تجد في كل من كل خلفا ، وترضى بكل من كل بدلا ، تسكن دار كل قرن قرنا ، وتطعم سؤر كل قوم قوما .
ومن كلام الحجاج - وكان مع غشمه وإلحاده واعظا بليغا مفوها - خطب فقال : اللهم أرني الغي غيا فأتجنبه ، وأرني الهدى هدى فأتبعه ، ولا تكلني إلى نفسي ضلالا بعيدا ؛ والله ما أحب أن ما مضى من الدنيا بعمامتي هذه ، ولما بقي منها أشبه بما مضى من الماء بالماء . وقال مالك بن دينار : غدوت إلى الجمعة ، فجلست قريبا من المنبر ، فصعد الحجاج ، فسمعته يقول : امرؤ زور عمله ، امرؤ حاسب نفسه ، امرؤ فكر فيما يقرؤه في صحيفته ، ويراه في ميزانه ، امرؤ كان عند قلبه زاجر ، وعند همه آمر ، امرؤ أخذ بعنان قلبه ، كما يأخذ الرجال بخطام جمله ، فإن قاده إلى الطاعة الله تبعه ، وإن قاده إلى معصية الله كفه ، إننا والله ما خلقنا للفناء ، وإنما خلقنا للبقاء ، وإنما ننتقل من دار إلى دار .
पृष्ठ 61