शरह नहज बलाघा

Ibn Abi al-Hadid d. 656 AH
143

शरह नहज बलाघा

شرح نهج البلاغة

अन्वेषक

محمد عبد الكريم النمري

प्रकाशक

دار الكتب العلمية

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

1418 अ.ह.

प्रकाशक स्थान

بيروت

قال أبو مخنف : وحدثنا مسلم الأعور عن حبة العرني قال : فلما رأى علي عليه السلام أن الموت عند الجمل ، وأنه ما دام قائما فالحرب لا تطفأ ، وضع سيفه على عاتقه ، وعطف نحوه ، وأمر أصحابه بذلك ، ومشى نحوه والخطام مع بني ضبة ، فاقتتلوا قتالا شديدا ، واستحر القتل في بني ضبة ، فقتل منهم مقتلة عظيمة ، وخلص علي عليه السلام في جماعة من النخع وهمدان إلى الجمل ، فقال لرجل من النخع اسمه بجير : دونك الجمل يا بجير ، فضرب عجز الجمل بسيفه فوقع لجنبه ، وضرب بجرانه الأرض ، وعج عجيجا لم يسمع بأشد منه ، فما هو إلا أن صرع الجمل حتى فرت الرجال كما يطير الجراد في الريح الشديدة الهبوب ، واحتملت عائشة بهودجها ، فحملت إلى دار عبد الله بن خلف ، وأمر علي عليه السلام بالجمل أن يحرق ثم يذرى في الريح . وقال عليه السلام : لعنه الله من دابة ! فما أشبهه بعجل بني إسرائيل ، ثم قرأ ' وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا ' .

ومن كلام له في ذم أهل البصرة أيضا

الأصل : أرضكم قريبة من الماء ، بعيد من السماء . خفت عقولكم ، وسفهت حلومكم ، فأنتم غرض لنابل ، وأكلة لآكل ، وفريسة لصائل .

الشرح : الغرض : ما ينصب ليرمى بالسهم . والنابل : ذو النبل . والأكاة ، بضم الهمزة : المأكول . وفريسة الأسد : ما يفترسه .

وسفه فلان ، بالكسر ، أي صار سفيها ، وسفه بالضم أيضا ، فإذا قلت : سفه فلان رأيه أو حلمه أو نفسه ، لم تقل إلا بالكسر ، لأن فعل بالضم لا يتعدى . وقولهم : سفه فلان نفسه ، وغبن رأيه ، وبطر عيشه ، وألم بطنه ، ورفق حاله ، ورشد أمره ، كان في الأصل فيه كله : سفهت نفس زيد فلما حول الفعل إلى الرجل انتصب ما بعده بالمفعولية . هذا مذهب البصريين والكسائي من الكوفيين .

وقال الفراء : لما حول الفعل إلى الرجل خرج ما بعده مفسرا ليدل على أن السفاهة فيه ، وكان حكمه أن يكون : سفه زيد نفسا ، لأن المفسر لا يكون إلا نكرة ، ولكنه ترك على إضافته ، ونصب كنصب النكرة ، تشبيها بها .

ويجوز عند البصريين والكسائي تقديم المنصوب ، كما يجوز : ضرب غلامه زيد ، وعند الفراء لا يجوز تقديمه ، لأن المفسر لا يتقدم . فأما قوله : أرضكم قريبة من الماء ، بعيدة من السماء ، فقد قدمنا معنى قوله : قريبة من الماء ، وذكرنا غرقها من بحر فارس دفعتين ، ومراده عليه السلام بقوله : قريبة من الماء ، أي قريبة من الغرق بالماء . وأما بعيدة من السماء ؛ فإن أرباب علم الهيئة وصناعة التنجيم يذكرون أن أبعد موضع في الأرض عن السماء الأبلة ، وذلك موافق لقوله عليه السلام .

पृष्ठ 163