शरह नहज बलाघा
شرح نهج البلاغة
अन्वेषक
محمد عبد الكريم النمري
प्रकाशक
دار الكتب العلمية
संस्करण संख्या
الأولى
प्रकाशन वर्ष
1418 अ.ह.
प्रकाशक स्थान
بيروت
يا أمنا أعق أم نعلم قلت : نعم ، وأعرفه ، قالت : ومن هو ؟ قلت : ابن عم لي ، قالت : وما فعل ؟ قلت : قتل عند الجمل ، وقتل قاتله ، قال : فبكت حتى ظننت والله أنها لا تسكت ، ثم قالت : لوددت والله أنني كنت مت قبل ذلك اليوم بعشرين سنة .
قالوا : وخرج رجل من عسكر البصرة يعرف بخباب بن عمرو الراسبي ، فارتجز فقال :
أضربهم ولو أرى عليا . . . عممته أبيض مشرفيا
أريح منه معشرا غويا
فصمد عليه الأشتر فقتله .
ثم تقدم عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس وهو من أشراف قريش - وكان اسم سيفه ولول - فارتجزن فقال :
أنا ابن عتاب وسيفي ولول . . . والموت دون الجمل المجلل
فحمل عليه الأشتر فقتله . ثم خرج عبد الله بن حكيم بن حزام من بني أسد بن عبد العزى بن قصي ، من أشراف قريش أيضا ، فارتجز وطلب المبارزة ، فخرج إليه الأشتر فضربه على رأسه فصرعه ، ثم قام فنجا بنفسه .
قالوا : وأخذ خطام الجمل سبعون من قريش ، قتلوا كلهم ، ولم يكن يأخذ بخطام الجمل أحد إلا سالت نفسه ، أو قطعت يده . وجاءت بنو ناجية فأخذوا بخطام الجمل ، ولم يكن يأخذ الخطام أحد إلا سألت عائشة : من هذا ؟ فسألت عنهم ، فقيل : بنو ناجية ، فقالت عائشة : صبرا بني ناجية ، فإني أعرف فيكم شمائل قريش . قالوا : وبنو ناجية مطعون في نسبهم إلى قريش ، فقتلوا حولها جميعا .
قال أبو مخنف : وحدثنا إسحاق بن راشد عن عبد الله بن الزبير ، قال : أمسيت يوم الجمل وبي سبعة وثلاثون جرحا ، من ضربة وطعنة ورمية ، وما رأيت مثل يوم الجمل قط ، ما كان الفريقان إلا كالجبلين لا يزولان .
قال أبو مخنف : وقام رجل إلى علي عليه السلام فقال : يا أمير المؤمنين ، أي فتنة أعظم من هذه ؟ إن البدرية ليمشي بعضها إلى بعض بالسيف ، فقال علي عليه السلام : ويحك ! أتكون فتنة أنا أميرها وقائدها ! والذي بعث محمدا بالحق وكرم وجهه ، ما كذبت ولا كذبت ، ولا ضللت ولا ضل بي ، ولا زللت ولا زل بي ، وإني لعلى بينة من ربي ، بينها الله لرسوله ، وبينها رسوله لي ، وسأدعى يوم القيامة ولا ذنب لي ، ولو كان لي ذنب لكفر عني ذنوبي ما أنا فيه من قتالهم .
पृष्ठ 162