بالباطل. وفي الحديث: «من قال في الجمعة صه فقد لغا» أي: تكلم. قلت: قوله فعله، من لغوت، أي: بضم الفاء وسكون العين كغرفة، لا فعلة كرطبة، كما قيل. وقوله: «أي تكلمت» تفسير للغوت، يقال لغا، يلغو كدعا، لغوًا: إذا تكلم مطلقًا كما في المصباح والقاموس وغيرهما، ولا يقال في مضارعه يلغى كيسعى لمكان حرف الحلق كما يقتضيه القياس، لأنه إذا تعارض السماع والقياس فالسماع مقدم كما في الخصائص وغيرها، خلافًا للكسائي. وقوله: وأصلها لغوة، أي: قبل الإعلال والتعويض، ثم استثقلت الحركة على الواو، فنقلت للساكن قبلها وهو العين، فبقيت الواو ساكنة فحذفت وعوض عنها هاء التأنيث، ووزنها بعد الإعلال «فعة» بحذف اللام، وقوله «ككرة» تشبيه لها بها بعد الإعلال والتعويض لا قبله، وإلا تقال ككروة، وإعلالهما واحد، والكرة: كل شيء أدرته وجعلته مستديرًا كما في المحكم والخلاصة والقاموس وغيرها، والقلة مخففة كاللغة والكرة: عودان يلعب بهما الصبيان كما في الصحاح وغيره. والثبة بضم المثلثة مخففة أيضًا: الجماعة كما في الدواوين اللغوية والنحوية. وقوله: «وكلها لامتها واوات»، هذا هو المشهور الذي عليه الجمهور، وقيل: إن لامتها ياءات كما في الصحاح والقاموس وغيرهما. ثم عباراته صريحة في أن المحذوف من هذه الألفاظ لامتها، وهو المشهور المعروف المقرر، فأما اللغة والقلة فلا نعلم فيهما خلافًا أصلًا، وأما الكرة والثبة فشذ بعض ضعفة النحويين فقالوا: إن الكرة محذوفة العين، وإن أصلها كورة أو كيرة، وأن الثبة أصلها ثوبة من ثاب الشيء، إذا اجتمع وانضم بعضه إلى بعض، ويرد عليهم أمران: أحدهما
1 / 65