وَذَهَبَ الْكَرَّامِيَّةُ: إلَى أَنَّهُ حَادِثٌ فِي ذَاتِهِ وَمُحْدَثٌ١.
وَذَكَرَ الْفَخْرُ الرَّازِيّ٢: أَنَّ قَوْلَ مَنْ قَالَ: "إنَّهُ تَعَالَى يَتَكَلَّمُ٣ بِكَلامٍ يَقُومُ بِذَاتِهِ وَمَشِيئَتِهِ٤ وَاخْتِيَارِهِ": هُوَ أَصَحُّ الأَقْوَالِ نَقْلًا وَعَقْلًا، وَأَطَالَ٥. وَالْمَحْفُوظُ عَنْ جُمْهُورِ السَّلَفِ تَرْكُ الْخَوْضِ فِي ذَلِكَ وَالتَّعَمُّقِ٦ فِيهِ، وَالاقْتِصَارُ٧ عَلَى الْقَوْلِ بِأَنَّ الْقُرْآنَ كَلامُ اللَّهِ تَعَالَى، وَأَنَّهُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، ثُمَّ السُّكُوتُ عَمَّا وَرَاءَ ذَلِكَ. قَالَهُ ابْنُ حَجَرٍ٨.
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ أَيْضًا٩: "اخْتَلَفَ أَهْلُ الْكَلامِ فِي أَنَّ كَلامَ اللَّهِ هَلْ هُوَ بِحَرْفٍ وَصَوْتٍ أَمْ لا؟
فَقَالَتْ الْمُعْتَزِلَةُ: لا يَكُونُ الْكَلامُ إلاَّ بِحَرْفٍ وَصَوْتٍ. وَالْكَلامُ الْمَنْسُوبُ إلَى اللَّهِ تَعَالَى قَائِمٌ بِالشَّجَرَةِ.
وَقَالَتْ الأَشَاعِرَةُ: كَلامُهُ١٠ لَيْسَ بِحَرْفٍ وَلا صَوْتٍ، وَأَثْبَتَتْ الْكَلامَ
١ انظر: فتح الباري ١٣/ ٣٥١.
٢ قال ابن حجر: وذكر الفخر الرازي في "المطالب العالية". "فتح الباري ١٣/ ٣٥١".
٣ في فتح الباري: متكلم.
٤ في ش ب ض: بمشيئته.
٥ انظر فتح الباري ١٣/ ٣٥١.
٦ في ب ع ض: التعميق.
٧ في ش ض: والاختصار.
٨ فتح الباري ١٣/ ٣٥١. وانظر: الإيمان لابن تيمية ص ٣٤٤، مجموعة الرسائل والمسائل ٣/ ١٧، ٢٣، الإبانة للأشعري ص ٣٣، الإنصاف للباقلاني ص ٧١.
٩ فتح الباري ١٣/ ٣٥٦ في آخر باب: قول الله: ﴿وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ﴾ من كتاب التوحيد.
١٠ في فتح الباري: كلام الله.