124

ولا يخلو أن تضيفها لما هي بعضه أو إلى ما تقع عليه. فإن أضفتها إلى ما هي بعضه فلا تكون إلا معرفة سواء أضفتها إلى مفرد أو جمع أو مثنى مثل قولك: أي الرجال قائم؟ وأي الرجلين قائم؟ وأي زيد أحسن؟. فإن أضفتها إلى ما تقع عليه كان نكرة سواء أضفتها إلى مفرد أو مثنى أو مجموع مثل قولك: أي رجل عندك؟ وأي رجال عندك؟ وأي رجلين عندك؟ وشرطية: مثل قولك: أيهم تضرب أضرب، وقد تقدم حكمها في بابها. ولا تستعمل أي الموصولة والاستفهامية والشرطية إلا مضافة لفظا أو تقديرا. وأما إذا دخلت على أي الشرطية ما فهي زائدة أو تكون عوضا من الإضافة. وصفة مثل قولك: مررت برجل أي رجل، ولا تكون أبدا صفة إلا للنكرة. وسبب ذلك أن أيا كما تقدم إذا أضيفت إلى ما تقع عليه كان نكرة وأنت إذا قلت: مررت برجل أي رجل، فالرجل هو أي في المعنى.U ولو عرفت للزم أن يكون بعضا مما يضاف إليه، ولا يتصور ذلك في الصفة إذ الصفة أبدا إنما هي الموصوف لا بعضه. وتفارق سائر الصفات في أنه لا يجوز حذف الموصوف وإقامتها مقامه، لا تقول: مررت بأي رجل، وذلك أن المقصود بالوصف بأي التعظيم، والحذف يناقض معنى التأكيد والتعظيم.

باب الحكاية

الحكاية إيراد لفظ المتكلم على حسب ما أورد في كلامه. ولا يخلو أن يكون المحكي مفردا أو جملة. فإن كان مفردا فلا يكون إلا في الاستثبات بمن عن الأسماء الأعلام في لغة أهل الحجاز على ما يذكر في بابه. أو في شذوذ من الكلام مثل قولهم: دعنا من تمرتان، وليس بقرشيا أو في الاسم المفرد بعد القول، بخلاف (في) ذلك، وسيبين في بابه.

पृष्ठ 124