123

باب مواضع من «من» لا تكون إلا اسما. وتنقسم قسمين: تامة وغير تامة.

فغير التامة هي الموصولة والتامة تنقسم ثلاثة أقسام: تكون جزاء نحو: من يكرمني أكرمه. وتكون نكرة موصوفة مثل قولك: مررت بمن محسن لك، أي بإنسان محسن لك، ومنه قوله:

إنا وإياك إذ حلت بأرحلنا

كمن بواديه بعد المحل ممطور

تقديره: كإنسان ممطور بعد المحل.

وتكون استفهاما مثل قولك: من عندك؟

وزعم أهل الكوفة أنها تكون زائدة. واستدلوا على ذلك بقوله:

آل الزبير سنام المجد قد علمت

ذاك القبائل والأثرون من عددا

فإنما يريد والأثرون عددا، فمن زائدة، وبقوله:

يا شاة من قنص لمن حلت له

حرمت علي وليتها لم تحرم

يريد: يا شاة قنص، فمن زائدة.

وهذا الذي استدل به أهل الكوفة لا حجة فيه لاحتمال أن تكون من في البيت نكرة موصوفة ووصف بقنص وهو مصدر وبعدد وهو اسم موضع المصدر تقديرهما: الأثرون أشخاصا معدودين، ويا شاة إنسان قانص، فيكون على هذا من باب: رجل عدل، أعني من الوصف بالمصدر، وهذا أولى، لأن الأسماء بابها أن لا تزاد ولم تحفظ زيادتها في موضع إلا في الفعل، بخلاف في ذلك، وقد تبين ذلك.

باب موضع أي

أي تنقسم قسمين: تامة وغير تامة. فغير التامة هي الموصولة، وقد تقدم حكمها في باب الموصولات. ولا يعمل فيها إلا المستقبل ولا يعمل فيها الماضي وسبب ذلك أن «أيا» اسم مبهم والماضي يقيد ما يدخل عليه فيتناقضان فلذلك لم يعمل فيها الماضي فتقول: تضرب أيهم في الدار، ولا تقول : ضربت أيهم في الدار.

والتامة تنقسم ثلاثة أقسام: استفهامية مثل قولك: أيهم قائم؟ وهي سؤال عن بعض من كل.

पृष्ठ 123