शरह फुसुल अबुक्रात

इब्न नफीस d. 687 AH
83

शरह फुसुल अबुक्रात

شرح فصول أبقراط

الشرح: الصرع علة تمنع الأعضاء النفسانية عن أفعال الحس والحركة والانتصاب، وذكره هاهنا لمشاركته السكتة والخنق في بعض الأشياء ومخالفته لهما في بعض آخر، وكان يجب ذكره عقبيهما لولا ما ذكرناه من وجوب تقدم الفصل المتقدم. أما مشاركة الصرع السكتة فلأن كل واحد منهما عن سدة في الدماغ، ويلزمهما حصول الآفة في أفعال الحس والحركة الإرادية، لكن الحركة في السكتة تبطل وفي الصرع تضطرب وتجعل حركات تشنجية لانقباض الدماغ والأعصاب لدفع المؤذي. وأما مخالفته لها، فلأن الصرع يختص برؤه بسن الحداثة، والسكتة لا تختص بذلك. والسدة في السكتة أتم، وفي الصرع ناقصة. وأما مشاركته للاختناق، فلأن في كل واحد منهما يعرض اضطراب في الحركة والتنفس، وسقوط، وغيبة. وأما مخالفته له، فلأن الزبد في الصرع يكون به فراق النوبة، ويدل على صلاح حال، وفي الاختناق B علامة الموت. ونقول: إنما كان الصرع في سن الحداثة يبرأ (103) بالانتقال في السن، لأنه ينتقل إلى سن الشباب، وفيه تقوى الحرارة الغريزية، ويشتد، وينقص الرطوبات، وذلك من أعظم علاج للصرع، حتى ربما كفى ذلك وحده، وربما أحتيج إلى الانتقال في التدبير أي الانتقال إلى تدبير منقص للرطوبات مقو للحرارة. وكذلك الانتقال في البلد، أي إلى بلد حار يابس كالحجاز. قوله: خاصة. أي يكون برؤه خاصة في هذا السن بانتقاله في ذلك. أما لو حصل في سن الشباب أو ما بعده لم تزدد (104) الحرارة الغريزية بعده إلا نقصانا. فإن قيل: فلما كانت السكتة، مع أنها سدة تامة، لا يختص (105) برؤها بذلك ويختص الصرع، مع أن الصرع أسهل لأن سدته غير تامة وسدة السكتة تامة. قلنا: إن عنى بالصرع النوبة، فذلك لا يختص أيضا برؤه بسن، بل برؤه أسهل كثيرا من برء السكتة. وإن عنى به المرض الذي يلزمه السدة في كل حين، فنحن نمنع كون الصرع أسهل من السكتة A وخصوصا والصرع يلزمه ضعف القلب، ولذلك يعرض لهم جبن وجوع وخبث نفس وضيق صدر، ولهذا يحدث الصرع كثيرا عند حدوث الأشياء المضعفة للقلب، كالضجة والهدم وغيرهما. والزبد يحدث في الصرع إما لدفع الدماغ للرطوبة السادة واختلاط الهوائية المستنشقة بتلك الرطوبة، أو لاضطراب النفس فيختلط معه الرطوبات التي في الفم وما يجاوره؛ بخلاف الاختناق فإن ذلك الزبد من خنق النفس، الذي يلزمه ذوبان جرم الرئة وتضرر القلب. وأما التشنج الذي في الصرع، فسببه أن الأذى الذي يعرض للدماغ ينال جميع الأعصاب، فيكون حالها كحاله؛ وذلك لأمور ثلاثة: اتباع الأعصاب لجوهر الدماغ، وتأذيها بما يتأذى به، وامتلائها من الخلط المندفع إليها في مبادئها، فيزداد عرضها وينقص طولها.

[aphorism]

قال أبقراط: إذا كان بإنسان وجعان معا، وليس هما في موضع واحد، فإن أقواهما B يخفي الآخر.

पृष्ठ 114