131

शरह फुसुल अबुक्रात

شرح فصول أبقراط

الشرح: إنما قال: وأما من جاوز هذا. وهو يشير إلى الشباب ولم يقل: وأما الكهول؛ لأن كثيرا من هذه الأمراض التي عدها تعرض كثيرا للشيوخ أيضا، والذين جاوزوا سن الشباب أعم من الكهول والمشايخ. أما الربو، فلكثرة البلغم وكثرة النزلات. وكذلك ذات الجنب والرئة، لكثرة ما ينزل إليها، وأكثر ذلك يكون من بلغم مالح؛ لأنهم ينتقلون عن سن الشباب وكثرة الصفراء إلى ما هو أبرد منه فيتولد فيهم البلغم ويخالط الصفراء.A وأما الحمى التي يكون معها السهر، فلغلبة اليبس على أمزجتهم. وأما الحمى التي يكون معها اختلاط العقل، فللصفراء الباقية عن سن الشباب مع ضعف أدمغتهم بسبب استحالة أمزجتهم إلى البرد. وأما الحمى المحرقة، فإذا كانت المادة العفنة بالقرب من القلب أو الكبد، وهذه المادة تكون صفراوية فيكون عروضها للشبان أكثر، وقد تكون بلغما مالحا فيكون عروضها للكهول أكثر. ومن كان من الكهول يابس البطن في أكثر أوقاته فهذه الأمراض تكثر فيه لاحتباس الأخلاط الحادة في بدنه. فإن قيل: لما قال في أمراض الشبان والحميات وأطلق اللفظ، وهاهنا قال: الحمى المحرقة والتي معها السهر واختلاط العقل، مع أن عروض السرسام والحمى المحرقة والتي معها سهر للشبان أكثر من الكهول. قلنا: إنما أطلق اللفظ في الشبان؛ لأنه يعلم أن حمياتهم تكون أحد من حميات غيرهم لغلبة الصفراء عليهم، ولو أطلق هاهنا لم يعلم B ذلك للعلم بأن مزاجهم بارد. واعلم أنه أسقط هاهنا حمى الربع، وهي تعرض للكهول كثيرا. وكذلك أسقط الوسواس السوداوي والماليخوليا، وبالجملة الأمراض السوداوية؛ وذلك أخص بهم لأن مزاجهم إلى السواد أميل منه إلى الصفراء. وقد قال جالينوس: إنه رأى نسخة وفيها: والوسواس السوداوي. قال: فلا أدري هل أجد كتب ذلك تعصبا لأبقراط وأتفق أن النساخ تركوه. والظاهر أنه إنما ترك ذلك للعلم به، ولهذا احتاج إلى تفصيل الأمراض الصفراوية التي تعرض لهم لأنها لا تظن تعرض لهم، ولا كذلك الأمراض السوداوية. وأما الهيضة فلاغترارهم بهضمهم الذي كان لهم في الشبيبة، والآن فقد ضعفوا عنه. وأما الاختلاف الطويل، فلذلك أيضا ولكثرة الأخلاط المختلفة فيهم، فهم أشبه بالخريف في وروده عقيب الصيف. كذلك هم واردون عقيب سن الشباب الشبيه A بالصيف. وأما زلق الأمعاء، وقد علمت أنه يكون إما عن بثور أو نزلة حادة ، وذلك لكثرة أخلاطهم الحادة والبورقية ولكثرة النوازل فيهم، أو عن بلغم لزج مزلق وذلك فيهم كثير بسبب ضعف هضمهم. وأما سحج الأمعاء فلبورقية نوازلهم، وأكثر ما يعرض بهم ذلك من نوازل لاغترارهم بكشف رؤوسهم تلقاء الهواء في زمن الشبيبة فيستعملونه عند انتقال مزاجهم إلى البرد. وأما انفتاح أفواه العروق من أسفل فلسوداوية أخلاطهم وحدتها وميلها بالطبع إلى أسفل.

[aphorism]

قال أبقراط: وأما المشايخ فيعرض لهم رداءة التنفس، والنزل التي يعرض معها السعال، وتقطير البول وعسره، وأوجاع المفاصل، وأوجاع الكلى، والدوار، والسكات، والقروح الرديئة، وحكة البدن، والسهر، ولين البطن، ورطوبة العينين والمنخرين، وظلمة البصر، والزرقة، وثقل السمع.

[commentary]

पृष्ठ 166