الشرح: قد ذكر أن انقلاب الأوقات عن طبائعها يوجب الأمراض، وأن تغيرها عن طبائعها تغيرا في أحوال الأمراض. وهو الآن يبين أن السنة إذا لم يتغير أوقاتها أي فصولها لا تغييرا يسيرا ولا تغيرا ينقلب فيه عن طبيعتها، بل كان كل فصل منها على ما ينبغي أن يكون عليه، وذلك هو المعني بالنظام، كان ما يحدث فيها من الأمراض حسن الثبات، أي بقاؤه المدة التي يقتضيها القياس في كل مرض. ولذلك يكون نظام الأمراض، أي يكون كل ما (144) من B شأنه أن يحدث فيها يحدث في وقته، ومن جملة ذلك البحران، فتكون حسنة البحران. وإنماكان كذلك لأن السنة إذا كانت كما هو المعتاد في غالب الأحوال كانت أخلاط البدن كذلك فحدث في كل فصل منها ما من شأن ذلك الفصل أن يحدثه، فلم يكن ما يوجب تغييرا في أحوال الأمراض عما يقتضيه طبائعها. وإذا لم يكن كذلك، كان الأمر بالضد. وقوله: سمج البحران. أي رديئه، فليس كما يوجبه القياس في طبيعة ذلك المرض. فإن قيل: فإذا كان النظام هو ما ذكرتموه كان قوله: وكان في كل وقت منها ما ينبغي فيه تكرارا لأن ذلك هو معنى النظام بتفسيركم. قلنا: يشبه أن يكون بدل هذه الواو فاء، ويكون الكلام هكذا: إذا كانت أوقات السنة لازمة لنظامها، فكان في كل وقت منها ما ينبغي أن يكون فيه، ليكون هذا تفسيرا للنظام؛ وهكذا يوجد في بعض النسخ وهي أصح.
[aphorism]
पृष्ठ 135