शरह फुसूल अबूक्रत
شرح فصول أبقراط
शैलियों
الغرض من هذا الكلام التنبيه على فائدتين. أحدهما متعلقة بالطبيعة البدنية، وثانيهما عائدة إلى التدابير الطبية. أما الأولى، فهو أن الطبيعة إذا (1085) التفتت إلى جانب واهتمت به أهملت ما عداه، فعند توقف ما عداه لا يخاف منه وينسب ذلك إلى ضعفها (1086) كحالها في أوقات البحارين. فإنها عند ما تروم دفع المادة بالعرق يتوقف البول والإسهال وكذلك عند دفعها بالبول أو بالبراز لأنها تهمل دفع هذه الفضلات من مخارجها المعتادة لاهتمامها بدفع (1087) المادة من تلك الجهة التى لا يمكن دفعها إلا منها. ثم إنها إذا فرغت من ذلك المهم عندها التفتت إلى ما عدا ذلك من الأمور التي جرت (1088) العادة بها في حال فراغها. فإذا رأينا توقف PageVW5P192A البول والبراز في البحران العرقي أو توقف الطبع والعرق عند البحران البولي، فلا ينبغي لنا أن ننسب ذلك إلى ضعف الطبيعة وعجزها PageVW1P130A عن دفعه ونغتم من ذلك الأمر، بل ننسبه إلى ما ذكرنا. وأما الفائدة الثانية، فهو أن مخارج الفضول المنحدرة إلى أسافل البدن في الأكثر مخرجان، وهما مخرج البول ومخرج البراز. وقولنا في الأكثر احتراز عن خروج الدم الفاسد هو فضلة من أفواه العروق لكن هذا أقلي الوجود. ولأجل هذا اعتبرنا ذينك المخرجين فقط. فإذا كثرت المادة (1089) الخارجة من أحد المخرجين نقصت (1090) الخارجة من المخرج الآخر، وقد دلت التجارب الطبية على أن لنا أدوية تزيد في المادة الخارجة من أحد المخرجين دون المخرج الآخر. مثاله الأدوية المدرة زائدة في البول والملينة في البراز. * فإذا استعملنا أدوية مدرة فإنه لا شك أنه يترتب على ذلك كثرة البول وقلة البراز (1091) وبالعكس الأدوية الملينة. فإذا استعملنا شيئا (1092) من ذلك ثم رأينا نقصان أحد الفضلتين وقلة خروجها من مخرجها فلا ينبغي لنا أن ننسب ذلك إلى سوء التدبير بل إلى خصوصات الأدوية المستعملة. فلما كان الحال كذلك نبه أبقراط على هاتين الفائدتين بقوله هذا ومن قوله هذا يفهم العكس .
البحث الرابع:
في أسباب كثرة البول وقلته. البول يحكم عليه بالكثرة والقلة بالإضافة إلى أمرين. أحدهما البول المعتاد الخروج، وثانيهما مقدار الماء المشروب. وإذا كان كذلك فلكثرته أسباب ولقلته أسباب. أما أسباب الكثرة فعشرة . أحدها كثرة المشروب، فإنه متى كان كذلك كثر البول. ولذلك * صار شارب الخمر يكثر بوله (1093). وثانيها تكاثف المسام وانسدادها بحيث أن المائية يقل خروجها بالعرق وعند ذلك يكثر البول. وذلك كما في الشتاء ولذلك صار البول يكثر فيه. وثالثها ترك حركة معتادة كان الإنسان يستعملها فإنها متى تركت نقص المتحلل بالعرق فيكثر البول. ورابعها قوة حرارة الكلى مع ضعف ماسكتها كما في ديابيطس. وخامسها ذوبان يحصل في الأعضاء فتكثر الرطوبات المنحدرة إلى المثانة ويخرج بالبول. وذلك كما في الذبول. وسادسها جفاف البراز وطول احتباسه في المعاء. فإنه متى حصل ذلك، انصرف رقيقه ولطيفه إلى جهة المثانة. وسابعها دفع الطبيعة لمواد البدن إلى هذه الجهة، كما في البحران الإدراري. وثامنها استعمال أغذية مائية كالفواكه المدرة، وتاسعها الإفراط في استعمال المدرات. وعاشرها سكون مفرط فإن ذلك يلزمه اجتماع الفضلات المائية وغيرها فتندفع إلى المثانة وتوجب كثرة البول. وأما أسباب القلة، فعشرة أيضا. أحدها قلة المشروب كما في أوقات العطش. وثانيها تخلخل البدن وسعة مسامه، فإنها متى كانت كذلك تحلل منها معظم المائية التي كانت تندفع بالبول. وثالثها (1094) حركة مفرطة بحيث أنها تعرق البدن أكثر من الحاجة فيقل البول لذلك. ورابعها انصراف المائية إلى جهة غير جهة المثانة وذلك كما في الإسهال والاستسقاء الزقي. وخامسها سدة في مجاري البول، فإنها تمنع خروج ما غلظ من المواد المكثرة لمقدار البول. وسادسها ضعف دافعة الكبد عن دفع الفضلة المائية إلى جهة آلات البول، وذلك كما في سوء القنية. * وسابعها ضعف جاذبة الكلى عن جذب المائية بالاستقصاء وذلك كما في سوء القنية (1095) أيضا. وثامنها ميل المواد الصابغة إلى جهة أخرى فإنها كانت تكثر مقدار البول فإن كان ذلك الميل إلى جهة الدماغ كان ذلك سببا للقلة من وجهين. أحدهما من جهة ما ذكرنا، والثاني لقلة * شعور المثانة (1096) بحبس البول فيها. فتعمل فيها الحرارة وتبخره أولا فأولا فيقل مقداره. وتاسعها ضعف دافعة المثانة عن دفع المائية. وعاشرها عرق مفرط كما في البحران العرقي، والله أعلم.
المقالة الخامسة من شرح فصول أبقراط وهو سبعون فصلا
1
[aphorism]
قال أبقراط: التشنج الذي يكون من شرب الخربق من علامات * الموت (1) .
[commentary]
PageVW5P193A الشرح هاهنا بحثان.
البحث الأول
अज्ञात पृष्ठ