***165]
اللهم إني أسئلك من قدرتك بالقدرة التي استطلت بها على كل شيء وكل قدرتك مستطيلة اللهم إني أسئلك بقدرتك كلها.
القدرة من أمهات الصفات الإلهية، ومن الأئمة السبعة التي هي الحياة والعلم والإرادة والقدرة والسمع والبصر والتكلم، ولها الحيطة التامة والشمول الكلي وإن كانت محتاجة في التحقق إلى الحياة والعلم وهذا أحد مراتب الإستطالة وسعة القدرة إن كان المراد بالشيء شيئية التعينات الصفاتية والأسمائية وهي الأعيان الثابتة في الحضرة العلمية.
وهي على لسان الحكيم كون الفاعل في ذاته بحيث إن شاء فعل وإن لم يشأ لم يفعل، والمشيئة المأخوذة في القدرة الإلهية هي التي بحسب الحقيقة عين الذات المقدسة ولا ينافيها تأحد المشيئة في الحضرة الربوبية لعقد الشرطية من الواجبتين والممتنعتين والممكنتين. { ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا}(الفرقان:45). وهو تعالى شاء بالمشيئة الأزلية الذاتية الواجبة الممتنعة العدم أن يمد ظل الوجود ويبسط الرحمة في الغيب والشهود، لأن واجب الوجود بالذات واجب الوجود من جميع الجهات والحيثيات، ولو شاء أن يجعل الفيض مقبوضا وظل الوجود ساكنا يجعله ساكنا مقبوضا لكنه لم يشاء ويمتنع أن يشاء.
وعلى لسان المتكلم صحة الفعل والترك لتوهم لزوم الموجبية في حقه تعالى وهو منزه منها، وهذا التنزيه تشبيه والتقديس تنقيص للزوم التركيب في ذاته والإمكان في صفته الذاتية تعالى عن ذلك علوا كبيرا. ولم يتفطنوا أن الفاعل الموجب من كان فعله بغير علم وإرادة او كون الفعل منافرا لذاته: وهو تعالى علمه وقدرته وإرادته عين ذاته، إحدى الذات والصفات، ومجعولاته ملائمات لذاته، فإذا كان الفعل الصادر عن الفاعل الممكن مع علمه الناقص الممكن الزائل والإرادة المسخرة للدواعي الزائدة الخارجة والأغراض الغير حاصلة لذاته يكون من اختياره فكيف بالفاعل الواجب بالذات والصفات.
पृष्ठ 135