============================================================
وأما العقل؛ فلأن وجود كل شيء به؛ فمحال أن يعجزه شيء، ولأن العجز نقصض، وهو من أمارات الحدث، ولأن العجز ضد القدرة، وبالقدرة يتحقق وجود المقدور، وعند العجز يتعذر الوجود، وبها أخرج العالمر من العدم إك الوجود من غير أصل ومثال، فيقدر على إنشاء شيء لا من شيء، كالسموات والأرضين، وعلى إنشاء شيء من شيء، كالانسان من النطفة، وفيه كمال القدرة.
وأما قولهم: (ولا إلة غيره).
قال القاضي أبو حفص الغزنوي: هذا منهم قول ببطلان كل معبود سوى الله تعالى، إذ الإله في لغة العرب هو المعبود، وكانوا يعبدون الأصنام، ويسمونها آلهة، فقالوا: ولا إله غيره، ليعلم أن الله تعالى لر ينصب من خلقه آلهة يعبدون من دونه، على ما قال: (وشئل من أرسلنا من قبلك من وسلنا أجعلنا من دون الرحمكن ء إلهة يعبدون) [الزخرف: 45]، أي: لر يجعل ذلك.
ومن حيث المعقول؛ أن خلقة كل إنسان تشهد بالتأليف والتركيب بوحدانية صانع واحد، فخلقته تشهد أنه عبد لمعبود واحد عبودية ايجاد وتخليق، إذ خلقته لر تتحقق إلا بصانع واحد، إذ في القول بالعدد بطلان وجوده بدليل التمانع، فشهد وجوده بايجاد واحل فبطل كل معبود سواه.
[ الله تعالى قديم] وأما قوهم: (قديم بلا ابتداء)، فهذا تصريخ منهم بأن الله تعالى قديم أزي، وقولهم:
पृष्ठ 54