(عن أبي سعيدٍ سعد وقيل: سنانِ بن مالكِ بنِ سنانٍ الأنصاري الخزرجي الخُدريِّ -بالدال المهملة رضي الله تعالى عنه ... وكان أبو سعيد هذا من نجباء الأنصار وفضلائهم، ومن حفاظ الصحابة وعلمائهم، حفظ عن النبي ﷺ سننًا كثيرة، روي له ألف ومئة وسبعون حديثا، اتفقا منها على ستة وأربعين، وانفرد البخاري بستة عشر، ومسلم باثنين وخمسين، روى عنه جماعة من الصحابة والتابعين، توفي بالمدينة سنة أربع وسبعين، وقيل: ثلاث، وقيل: أربع وتسعين) (١).
المطلب الثاني: في الجانب اللغويِّ:
أوَّلًا: شرح الأربعين النوويَّة للحافظ المناوي ﵀-: اعتنى المصنِّف بالجانب اللغويِّ العناية الفائقة، يأتي إلى الكلمة فيبيِّن معناها لغةً، ويبيّن مراد الشارع منها، ثم يُردف ذلك بما قاله أهل العلم بالعربيَّة والنَّحو من دلالات الحروف، وارتباطاتها بالأحكام الشرعية.
ومن ذلك قوله: («من جوف الليل» أي: في أثنائه، فـ (من) بمعنى (في)، وحروف الصّفات تتناوب، أو لابتداء الغاية فيكون مبتدأ الصلاة جوفه، أو تبعيضية أي: وصلاته في بعض جوف الليل كذلك، أي: تطفي الخطيئة كالصدقة، بدليل رواية أحمد: «والصدقة وقيام العبد في جوف الليل تطفئ الخطيئة»، وهذا ما استظهره البيضاويّ حيث قال: «صلاة الرجل» مبتدأ وخبره محذوف، أي: وصلاته في جوف الليل كذلك، أي: تطفئ الخطيئة أو هي في أبواب الخير، قال: والأول أظهر لاستشهاده ﵇ بالآية الآتية، وهي متضمّنةٌ للصلاة والإنفاق) (٢).
وقال في شرح قوله: (وذروة سنامه):
(«وذِروة» بتثليث الذال المعجمة، ومن اقتصر كالطوفيِّ والطيبيِّ على الفتحِ والضمِّ فغيرُ مصيبٍ، فإن أريدَ الأفصحُ فالكسرُ فقط، «سَنَامِه»: بفتح السِّين المهملة، أي:
_________
(١) الفتح المبين (٥١٥).
(٢) ص (١٠٢) من هذا الكتاب.
1 / 63