أي: ومن العلم جملة، والمراد بها: ما كان في الأصل مبتدأ وخبرًا، أو فعلا وفاعلا، كبرق نحره، ولا تكون إلا محكية.
والمركب تركيب المزجي هو: كل اسمين جعلا اسمًا واحدًا، ونزل ثانيهما منزلة
[٢٩] تاء التأنيث، فيبني // الأول على الفتح: ما لم يكن آخره ياء، فيبني على السكون، وذلك نحو: بعلبك، وحضر موت، ومعد يكرب، وأما الثاني فيعرب، ما لم يكن اسم صوت كويه في سيبويه، وعمرويه فيبني، لأن الأصوات لاحظ لها في الإعراب.
وأما المضاف، فنحو: عبد شمس، وامرئ القيس، وهو أكثر أقسام المركب فإن منه الكنى، كأبي قحافة، وأبي سعيد، ولا يخفى ما هي عليه من الكثرة والانتشار.
٧٩ - ووضعوا لبعض الأجناس علم ... كعلم الأشخاص لفظًا وهو عم
٨٠ - من ذاك أم عريطٍ للعقرب ... وهكذا ثعالة للثعلب
٨١ - ومثله برة للمبره ... كذا فجار علم للفجرة
الأجناس التي لا تؤلف، كالسباع، والوحوش، وأحناش الأرض لا يحتاج فيها إلى وضع الأعلام، لأشخاصها، فعوضت عن ذلك بوضع العلم فيها للجنس، مشارًا به إليه إشارة المعرف بالألف واللام ولذلك يصلح للشمول، كنحو: أسامة أجرأ من الضبع وللواحد المعهود، كنحو: هذا أسامة مقبلا، وقد يوضع هذا العلم لجنس ما يؤلف كقولهم: هيان بن بيان: للمجهول، وأبو الدغفاء: للأحمق، وأبو المضاء: للفرس.
ومسميات أعلام الأجناس أعيان، ومعان.
فالأعيان كشبوة: للعقرب، وثعالة: للثعلب، ومنه أبو الحارث وأسامة: للأسد، وأبو جعده وذؤالة: للذئب، وابن دأية: للغراب، وبنت طبق: لضرب من الحيات.
وأما المعاني: فكبرة: للمبرة، وفجار: للفجرة، جعلوه علمًا على المعنى مؤنثًا، ليكمل شبهه بنزال، فيستحق البناء. ومن ذلك: حماد: للمحمدة، ويسار: للميسرة، وقالوا للخسران: خياب بن هياب، وللباطل: وادي تخيب، ومنه الأعداد المطلقة، نحو: ستة ضعف ثلاثة، وأربعة نصف ثمانية.
هذه الأسماء كلها أسماء أجناس، وسميت أعلامًا، لجريانها مجرى العلم الشخصي في الاستعمال، وذلك لأنها لا تقبل الألف واللام، وإذا وصفت بالنكرة بعدها انتصبت على الحال، ويمنع منها الصرف ما فيه تاء التأنيث، أو الألف والنون المزيدتان، فلما شاركت العلم الشخصي في الحكم ألحقت به.
1 / 50