لا نغزوكم كذب، وأنا لا نجتمع ولا نزوركم بالخيل والسلاح غازين لكم. ولا براءة للبريء، يقول: من كان بريئا منكم لم تنفعه براءته، لأن الحرب إذا عظمت وتفاهمت لحق
شرها البريء؛ كما يلحق غيره. وأراد أننا ننال جماعتكم بما تكرهون، ولا تقبل منكم عطاء ولا خفارة تفتدون بها منا حتى نترك قتالكم.
وأراد لا قبول عطاء لكم ولا خفارة، (إلا بداهة) استثناء منقطع. يقول: نحن لا نقبل منكم عطاء ولا خفارة، لكن نزوركم بالخيل. والبداهة: أول جري الفرس، والعلالة: جري بعد جريه الأول. والقارح من الخيل: الذي قد بلغ أقصى أسنانه. ويروى: سابح. والسابح: الذي يدحو بيديه في العدو، والجزارة من الفرس: رأسه وقوائمه، والنهد: العظيم، ولم يرد أن على قوائمه لحما كثيرا؛ وإنما يريد أن عظامه غليظة. والمطي: جمع مطية وهي الراحلة التي يركب مطاها: وهو ظهرها، والمباهاة: المفاخرة والمعاظمة. يريد أنهم يركبون من الإبل إلا البزل والجلة، وكانوا يعيرون من ركب بكرا. وقوله: لا نقاتل بالعصي، يريد أنهم ليسوا برعاء ولا من السفلة الذين لا سلاح معهم، فإذا تقابلوا تراموا بالحجارة وتضاربوا بالعصي.
ويروى:
ولا نُلاطِمُ بالأكف
والشاهد في البيت الثاني، على إنه فصل بين المضاف والمضاف اليه، وكذا مذهب سيبويه، وعنده أن (علاله) مضاف إلى (القارح) و(بداهة) مضاف إلى شيء محذوف. كأنه قال: إلا علالة قارح أو بداهته.
ومذهب أبي العباس: أن (علالة) مضاف إلى شيء محذوف. و(بداهة) مضاف إلى (قارح). فعلى ما ذهب إليه أبو العباس لا يكون في البيت فصل
1 / 80