سقى جدثا أمسى بدومة ثاويا ... من الدلو والجَوزاء غادِ ورائح
(لِيُبْكَ يزيدُ ضارِعٌ لخُصْومةٍ ... ومختبِطٌ مما تُطيحُ الطوائحْ)
الشاهد في إنه رفع (ضارع) فعل، كأنه قال بعد قوله: ليبك يزيد: للببكه ضارع.
دومة: اسم موضع معروف، والثاوي: المقيم، والضارع: الذي قد ذل وضعف،
والمخبط: السائل، وتطيح: تهلك. يقال: طاح الشيء يطيح: هلك، وأطحته أنا. والغادي: الذي يأتي بالغداة، والرائح: الذي يأتي بالعشي.
وقوله: من الدلو والجوزاء: أراد المطر الذي يجيء عند سقوط هذين النجمين. وقوله: مما تطيح، و(ما تطيح): مصدر بمنزلة الاطاحة، كما تقول: يعجبني ما صنعت، أي يعجبني صنيعك. وأراد: مختبط من أجل ما قد أصابه من إطاحة الأشياء المطيحة، أي من أجل الأشياء المهلكة.
يريد إنه احتاج وسأل من أجل ما نزل به. والطوائح في البيت بمنزلة المطيحات، وهو كما قال ﷿: (وأرسلنا الرياح لواقح).
ويروى: (ليبك يزيد) بفتح حرف المضارعة ونصب (يزيد) ويرتفع (ضارع) بـ (يبك).
1 / 77