فلا ذا جلالٍ هِبْنَهُ لجِلالِهِ ... ولاذا ضَياعٍ هُنَّ يَتْرُكْنَ للفَقرِ
الشاهد في نصب (ذا جلال) بإضمار فعل يفسره (هبنه) كأنه قال: فلا هبن ذا
جلال هبنه) و(ذا ضياع) ينتصب بـ (يتركن) لأن (يتركن) لم يشتغل بضمير الاسم المتقدم، والضمير المؤنث في (هبنه) وفي (يتركن) يعود إلى (النوائب) المذكورة في البيت الأول. والضياع: هو أن يترك الإنسان لا يلتفت إليه لفقره ومسكنته.
ومعنى يردي: يهلك. يقول: الإنسان يسعى في هلاك نفسه من حيث لا يشعر، و(النوائب) في صلة فعل محذوف، كأنه قال: اعجبوا للنوائب وللأرض كم من صالح قد تودأت عليه: أي استوت عليه. ويروى: تهكمت عليه، أي وقعت عليه. واللماعة: الأرض المنبسطة التي يلمع فيها السراب.
يقول: المنايا لا تغفل عن أحد، غنيا كان أو فقيرا.
وقال زهير:
(لا الدارَ غَيَّرها بُعْدُ الأنيسِ ولا ... بالدارِ لو كَلمتْ ذا حاجةٍ صَمَمُ)
1 / 59