والشاهد إنه نصب (عضادة) بـ (شنج) نصب المفعول به.
وصف الناقة، والحرف: الضامر، أضر بها السفار: أنضاها السفر وهزلها، والكلال: التعب والإعياء، والمسدم: الفحل من الإبل الذي قد حبس عن الضراب وهو ينتفخ ويتعظم. وقيل: السدم: غضب معه غم، وإذا فعل به ما يكون سدما فهو مسدم. والمسدم: البعير الهائج الذي لا يرضون فحلته فيربطون على موضع ذكره اهداما، وهي الثياب والخلقان، ويترك يهدر في الإبل لتضبع، فإذا تنوخ ناقة، لم يصل إليها، فيعزلونه ويجيئون بغيره من الفحول التي يرضون نسلها، والمحجوم: المشدود الفم. والمسحل: حمار الوحش، والسمحج: الأتان الطويلة على وجه الأرض، وسراتها: أعلاها، والندب: الأثر، والكلوم: الجراحات. يريد أن هذه الأتان بها آثار من عض الحمار كأنها جراحات. وعضادة: جنب، والشنج المنقبض في الأصل، ويراد به في البيت الملازم، كأنه قال: أو مسحل ملازم جنب أتان سمحج لا يفارقها. يقول: كأن هذه الناقة بعد أن كلت وضمرت بعير مسدم أو مسحل. يشبه الناقة بفحل من الإبل هائج. يريد أنها بعد كلالها عظيمة الجسم قوية النفس كهذا الفحل. (أو مسحل) عطف على مسدم. يريد كأنها فحل إبل أو حمار وحش، يريد أنها تعدو معدو الحمار، وهي نشيطة كنشاطه.
وسيبويه يرى أن (فعلا) في الصفات يتعدى كما يتعدى (فاعل)، وعنده أن هذا البيت يشهد بصحة ما يقول، لأن العضادة منصوبة.
وزعم مخالفه أن (عضادة سمحج) منصوب على الظرف. والذي يحتج له به أن العضادة ليست من الظروف،
1 / 20