ब्रुकलिन में एक पेड़ उगता है
شجرة تنمو في بروكلين
शैलियों
حدث ذلك في عصر يوم من أيام السبت، وكانت كاتي تؤدي عملا إضافيا في محل جورلينج، وهو مخزن كبير في ويليمسبرج، كانت تصنع القهوة والشطائر لعشاء ليلة الأحد، الذي اعتاد الرئيس إقامته للفتيات عوضا عن الأجر الإضافي، وكان جوني قد حضر إلى مقر إدارة الاتحاد ينتظر الحصول على وظيفة، ولم تكن سيسي تعمل في ذلك اليوم، فقررت أن تبقى مع الطفلين، وهي تعلم أنهما سيقبعان وحدهما رهيني البيت.
وطرقت الباب، وادعت أنها الخالة سيسي، وفتحت فرانسي الباب دون السلسلة، للتأكد من أنها خالتها قبل أن تسمح لها بالدخول، واحتشد الطفلان حول سيسي وانهالا عليها عناقا حتى كادت تختنق، كانا يحبانها وهي في نظرهما سيدة جميلة، تنبعث منها دائمأ رائحة عطرة، وتلبس ملابس جميلة وتحضر لهما هدايا مدهشة.
وأحضرت سيسي معها في ذلك اليوم صندوق سجائر من خشب الأرز له رائحة طيبة، ورزمة عديدة من ورق الزخرفة، بعضها أحمر وبعضها أبيض، وإناء مليئا بالصمغ، وجلسوا حول مائدة المطبخ وانغمسوا في زخرفة الصندوق، وحددت سيسي دوائر على الورقة بربع دولار، وقطعتها فرانسي قطعا، وعلمتها سيسي كيف تحولها إلى كئوس صغيرة من الورق، بأن تصوغ الدوائر حول طرف قلم من الرصاص، ورسمت سيسي قلبا على غطاء الصندوق بعد أن تجمع عدد كثير من الكئوس، ووضعت على أسفل كل كأس أحمر طبقة من الصمغ، وألصقت الكأس على القلب المخطط بالقلم الرصاص، وامتلأ القلب بالكئوس الحمراء، وامتلأت بقية الغطاء بالكئوس البيضاء، وعندما انتهت زخرفة الغطاء أصبح يشبه حوضا من الزهور، رصت عليه زهور القرنفل البيضاء في إحكام، ورصت في وسطه زهور القرنفل الحمراء، وامتلأت الجوانب بالكئوس البيضاء، وأحيط من الداخل بورق الزخرفة الأحمر، وأصبح الصندوق جميلا، حتى إنك لا تستطيع أبدا أن تقول إنه كان صندوق سجائر، وشغل صنع الصندوق معظم وقتهم بعد الظهيرة.
وكانت سيسي على موعد في الساعة الخامسة لتشرب نخب خطيبين في حفل عرس، واستعدت للرحيل، وتشبثت فرانسي بها مستعطفة ألا تمضي وتتركهما، وكرهت سيسي أن تترك الطفلين، ولكنها لم تكن تريد أن تخلف موعدها، وبحثت في كيسها عن شيء يتسلى به الطفلان في غيابها، ووقفا عند ركبتيها يتابعان بحثها، واختلست فرانسي النظر إلى صندوق سجائر فجذبته إلى الخارج، وكانت على غطائه صورة رجل نائم على الأريكة، تشابكت ركبتاه وتدلت قدم من قدميه في الهواء، وكان يدخن لفافة صنعت حلقة كبيرة من الدخان فوق رأسه، وفي الحلقة صورة فتاة ينسدل شعرها على عينيها، ويبرز صدرها من خلال ردائها، وكتب على الصندوق اسم «أحلام أمريكية»، وهذا أحد منتجات المصنع الذي تعمل فيه سيسي.
وهلل الطفلان للصندوق، وترددت سيسي قبل أن تعطيه لهما بعد أن أوضحت أن الصندوق يحتوي سجائر، وعليهما أن يمسكاه وينظرا إليه فحسب، وألا يفتحاه لأي سبب، وقالت إنهما يجب ألا يلمسا أختامه.
واستمتع الطفلان بعد أن رحلت سيسي بالنظر في إمعان إلى الصورة بعض الوقت، وهزا الصندوق فسمعا حفيفا فاترا يكتنفه الغموض، وقرر نيلي قائلا: إنه يحتوي على حيات لا على لفافات تبغ!
وصححت فرانسي ذلك قائلة: كلا ، إنه يحتوي على ديدان حية!
وتجادلا حول الموضوع، فقالت فرانسي إن الصندوق أصغر من أن يتسع للحيات، وصمم نيلي على أنها حيات ملفوفة كالرنجة التي تلف في إناء زجاجي، واستبد بهما الفضول حتى نسيا أوامر سيسي، وكانت أختام الصندوق ضعيفة اللصق يسهل عليهما انتزاعها، وفتحت فرانسي الصندوق ورأت صفحة رقيقة من القصدير المعتم تغطي محتوياته، ورفعت فرانسي الورقة بعناية، واستعد نيلي للزحف تحت المائدة إذا ما تحركت الحيات، ولكن الصندوق لم تكن به حيات أو ديدان أو لفافات تبغ، وإنما كانت به أشياء لا تثير فيهما أي اهتمام، وفقد فرانسي ونيلي اهتمامهما بعد أن حاولا ابتكار بعض اللعب البسيطة، فربطا محتويات الصندوق بغير مهارة في خيط، ودليا الخيط خارج النافذة، ثم أمسكا الخيط أخيرا بأن أغلقا النافذة عليه، وأخذا يقفزان فوق الصندوق العاري، كل بدوره وانهمكا في تكسيره إلى قطع صغيرة، حتى نسيا الخيط المعلق خارج النافذة.
وهكذا قدر لجوني أن يلقى مفاجأة كبيرة تنتظره؛ فعندما جاء من أقصى المدينة يسعى إلى بيته، ليأخذ صدرية نظيفة وبنيقة تلزمانه في عمله بالليل، ألقى نظرة على ما كان يتدلى من النافذة؛ فالتهب وجهه خزيا وخجلا، وأخبر كاتي بما رآه حين حضرت إلى البيت.
وضيقت كاتي الخناق على فرانسي ففهمت كل شيء، وأدانت في ذلك سيسي، وجلست كاتي في مطبخها المظلم في تلك الليلة، بعد أن وضعت الطفلين في فراشهما، وخرج جوني للعمل، جلست وحمرة الخزي تعلو وجهها وتهبط، وأخذ جوني ينجز عمله وفي أعماقه شعور مبهم بأن العالم وصل إلى نهايته.
अज्ञात पृष्ठ