الفارياق كيف به إذا مرض أو جن مسه طائف من الجن أو أصابه برسام. فكيف يمكنه والحالة هذه تمييز المتاع الردي من الجيد الضوطار هلكت. ما هو ببلو للعوارض لإنه بواب رتاج عظيم وبيده مزلاجان عظيمان لاحكام الباب من قبل ومن دُبُر الفارياق ليس هذا بدليل فأن كل إنسان في العالم يمكنه أن يصير بوابًا ذا مزلاجين الضوطار فسقت وفجرت. إنه هو وحده مستبد بهذه الخطة إذ قد فوضت إليه من المالك الآمر الفارياق متى كان ذلك؟ الضوطار صلبت مذ ألفي سنة تقريبًا الفارياق أو عاش هذا الشيخ ألفي سنة الضوطار الحدت. إنما إنتقلت إليه بالوراثة الفارياق ممن ورثها أمن ابيه وجده الضوطار نكلت. من إنسان لايعد في أهله الفارياق هذا أمر عجيب كيف يرث الإنسان شيئا من رجل غريب فإن الغريب إذا مات عن غير وارث انتقل ماله إلى بيت المال فهو أولى به من رجل على حدته الضوطار عذبت. هذا سر ليس لك أن تبحث فيه الفارياق ما الدليل على كونه سرًا الضوطار أفحشت. هذا هو الدليل. وعند ذلك قام عجلًا وأتى بكتاب وأخذ يقلب فيه من أوله إلى آخره حتى يجد فيه مطلوبه إذ لم يكن كثير الدراسة له. إلى أن وجد عبارة مضمونها أن المالك كان احب مرة رجلًا فوهبه هبات شتى من جملتها كأس وطست وعصا في رأسها صورة ثعبان وجبة وتبان ونعلان وباب له مزلاجان. وقال له قد وهبتك هذه كلها فأستعملها واهنًا بها الفارياق لعمري ليس في هذه الهبة ما يدل على سره هذا وقت مات كل من الواهب والموهوب له وفقد الموهوب كله. فكيف لم يبق إلا المزلاجان فقط وقد ضاع الباب وهما لا ينفعان من دونه شيئا الضوطار فندّت. لم يبق لنا في غير المزلاجين من حاجة الفارياق بحق هذين المزلاجين عليك يا سيدي إلا ما أريتني الكأس مرة في العمر وحسب. ولك عليّ بعد ذلك إلا مرة التامة.
فلما ضغط الضوطار بين السلب والإيجاب استشاط وغرًا وهم أن يلحق الفارياق بالباب والكأس لولا أن دعاه داع إلى اللوس. فقام ناشطًا ووكل به الأوغاد وكان وقتئذ يتضور جوعًا فرأى أن رؤية قعر القدر في المطبخ أشهى إليه من النظر إلى وجه الفارياق. فتغافل عنه فتملص الفارياق من هذه الورطة وأقبل يهرول إلى الخرجي وقال له.. لقد خسرت تجارتي معك فإن البضاعة كادت تمنيني بمبضع. فأبتغي منك الإقالة. أولًا فإن يكن عندك في الخرج رأس يلائم جثتي حين تعدم هذا فأرني إياه ليسكن روعي. إذ لا يمكن لي أن أعيش بلا رأس. فأما أن لم يكن في الخرج غير اللسان فما لي به حاجة هذا متاعك فضمه إليك. فقال له الخرجي ما هكذا حق التعامل ينبغي أن تصبر على ما يلحقك من تبعة الصفقة كما هو دأب جميع المتابعين عندنا. وتلك من بعض خواص هذه التجارة. ولكن لا تخف فإن من خواصها أيضا أن تقي الواقي لها وتحفظ المحافظ عليها. فيكون له بها غنى عن الرأس إذا نقف وعن العينين إذا سملتا وعن اللسان إذا استل. وعن الساقين إذا غمزتا بالدهق. وعن اليدين إذ غلتا بالكبل. وعن العنق إذا وقصت. والكبد إذا فرصت. قال ما أرى ما ترى فإن الأسف لا يحي مائتا والندم لا يرد فائتًا. فإن يكن عندك مخزن آمن فيه من العدو على السلعة فآوني إليه. وإلا فهذا فراق بيني وبينك. فأطرق الخرجي ساعة ثم دخل به حجرة صغيرة وأغلق الباب. وأخذ يمتحن الفارياق كما سيرد بيانه في الفصل الآتي:
الحس والحركة
1 / 58