إذا لم يكن لمماتي مرد
ديفو :
وكيف تنتهي يا مولاي؟
ريكاردوس :
أترك هذا القتال، ألم تر كيف أن الملوك أصحابي أوقفوا الحرب والنزال؟ ألم تبصر كيف دار بهم سكر الغرور والكسل، وكيف سلموا أنفسهم إلى السلم، واستطابوا هذا التوقف والفشل؟ أقادمون نحن إلى مسرات وشرب راح؟! ألا يعلم كل واحد منهم أنه هجر وطنه للحرب والكفاح؟ أإذا مرضت إنما يمرض الجيش بأسره؟! آه أيها الصديق، ما هذا السكوت الطويل؟ لقد حرت في أمره!
ديفو :
رويدك يا مولاي، ألا تعلم أنك القلب والرأس؟ فإذا مرض القلب فكيف تنشط الأعضاء، وكيف تتحرك الحواس!
ريكاردوس :
كفى يا ديفو؛ فإن الملك يحسب رأسا يدير الأعضاء، متى كان في عنفوان صحته، أو يعد من الأحياء، أما أنا فقد صرت كما تراني أليف الداء عزيز الدواء؛ فليفرض الخائنون أنني قضيت نحبي الآن، ولينظروا ملكا غيري يكلون إليه أمرهم في هذا الشأن، آه يا صلاح الدين! ما أشد خجلي منك! وكم أخجل عن هذا الجيش الجرار أن يرجع عنك! من لي بأن أراك فأبت إليك دخيلة مرامي؛ فإما أن نفترق صديقين، وإما أن تموت بحد حسامي؛ فإن شرفي لا يكون إلا في قتلك أو في سلامك؛ فأنت تشرف صديقك في حياتك، كما تشرف عدوك من حسامك.
ديفو :
अज्ञात पृष्ठ