فقاطعه العم حسن بقوله: «اسكت يا عمر، إن هؤلاء الأكراد كل الخير منهم. هل نسيت ما كنا نقاسيه من العذاب قبلهم حتى إن أحدنا لم يكن يتحرك ما لم يضربوا عليه ضريبة؟ ومن كان يجسر أن يذكر أبا بكر أو عمر رضي الله عنهما؟»
قال: «صدقت. إن والدي ندما على تسميتي بهذا الاسم! لكن ماذا جرى الآن يا عم حسن؟ هل نقدر أن نتحرك وها أنت ذا تقول لي: «قم انج بحمارك».»
قال: «أقول ذلك؛ لأن الخليفة العاضد لدين الله خارج من قصره في موكبه، وستتبعه طائفة من الأتراك وغيرهم، فربما سطا أحدهم على حمارك فيركبه. وربما أخذه لنفسه!»
قال: «الخليفة خارج من قصره؟ وأين نحن وقصره؟ إننا خارج القاهرة!»
قال: «إنه آت إلى هنا وسيخرج من باب الفتوح هذا.»
قال: «من هذا الباب؟ إلى أين؟»
قال: «إنه خارج لاستقبال نجم الدين أيوب.»
قال: «الخليفة خارج من القاهرة لاستقبال نجم الدين؟ من هو نجم الدين هذا؟»
قال: «هو والد صلاح الدين بن يوسف، جاء من الشام لزيارة ابنه.»
قال: «الله الله يا دنيا! الخليفة أمير المؤمنين ابن بنت الرسول، وظل الله في الأرض، يخرج من قصره إلى خارج بلده لملاقاة والد وزيره! متى كان الخلفاء الفاطميون يفعلون ذلك يا عم حسن؟»
अज्ञात पृष्ठ