بأن انظر امرأة هذا معاذة، فأدفعها إليه، فأتاه [86ظ] بكتابه (- صلى الله عليه وسلم -) فقرأه عليه، فقال لها يامعاذة: هذا كتاب رسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) فيك، وأنا دافعك إليه، فقالت: خذ لي العهد والميثاق وذمة النبي (- صلى الله عليه وسلم -) إن لا يعاقبني فيما صنعت، فأخذ لها ذلك، ودفعها مطرف إليه، فأنشأ يقول (1): ... [من الطويل]
فوالله ما حبي معاذة بالذي ... يغيره الواشي ولا قدم العهد
ولا سوء ما جاءت به إذ أزلها ... غواة رجال إذ يناجونها بعدي
وقال الزمخشرى في تفسيره قوله تعالى { ... إن كيدكن عظيم} (2) استعظم كيد النساء، لأنه وان كان في الرجال الا أن النساء ألطف كيدا، وأنفذ حيلة، ولهن في ذلك رفق، وبذلك يغلبن الرجال، ومنه قوله تعالى {ومن شر النفاثات في العقد} (3) وعن بعض العلماء (4) أنه قال ((أنا أخاف من النساء أكثر مما أخاف من الشيطان، لآن الله تعالى قال: {إن كيد الشيطان كان ضعيفا} (5) وقال في النساء { ... إن كيدكن عظيم} (6)
وفيه تأمل لاحتمال إن يكون ضعف كيد الشيطان لكونه ليس من الجنس بخلافهن، ولذلك اتخذهن حبائل كما قيل (7)، ولكون كيده خاصا بدليل قوله تعالى {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ... } بخلاف كيدهن فانه عظيم.
قال الشنفرى:
पृष्ठ 263