عند اقتراب «إيزولو» من الدائرة التي تقف عندها «أوجوي» اندفعت حتى أصبحت في المقدمة .. كانت تتمتم بالدعاء مرة بعد أخرى وهي تقول: «أولو» العظيم، يا من له القدرة على الموت والحياة، أتوسل إليك أن تطهر بيتي من كل الدنس الذي بدر مني أو رأيته بعيني أو سمعته بأذني، أو الذي تسبب فيه أولادي أو أصدقائي وأقربائي.
كان العنقود الصغير على شكل دائرة، فلوحت به حول رأسها، وألقت به بقوة نحو رئيس الكهنة، الذي كان قادما نحوها.
كان الرسل الستة بالقرب من الكاهن، فانحنى أحدهم بسرعة، والتقط أحد عناقيد الأوراق. وكانت الطبلة تواصل دقاتها بشدة حين أوشك رئيس الكهنة على الانتهاء من رقصاته .. توقفت دقات الطبول فجأة، فانحنى الرسل نحو قدم «إيزولو»، وساد السكون لحظة قصيرة عرفوا بعدها أن رئيس الكهنة قد دفن ستة من عناقيد الأوراق، وهذا يعني أنه قد دفن في أعماق الأرض كل خطايا «أوموارو».
خرجت نساء «أومونيورا» من الحلقة، وبدأن الركض في السوق، ثم بدأ الجميع في الركض تباعا، فامتلأ الفضاء بسحابة من الرمال .. لم يستطع كبار السن وأولئك الذين امتلأت أقدامهم بالعاج من اللحاق بهم إلا مؤخرا، وسارعت نساء «أومواجو» في الخروج من الحلقة الكبيرة.
تفرق الجمع مرة ثانية إلى مجموعات من الأصدقاء والأقرباء، وكانت «أكيوك» تبحث عن أختها الكبرى «آديز» التي جرت مع نساء «أوموزيني» .. كانت «آديز» طويلة وذات جلد برونزي، ولو أنها رجل لأصبحت شبيهة بأبيها أكثر من «أوبيكا» .. لم تبحث «أكيوك» بعيدا وهي تقول لنفسها: لا بد أنها وسط إحدى المجموعات.
قالت «آديز»: كنت أعتقد أنك ذهبت للبيت .. لقد قابلت «ماتيفي» الآن وسألتها عنك فأخبرتني أنها لم تشاهدك أبدا. - وكيف تستطيع أن تشاهدني؟ أنا لست كبيرة بما فيه الكفاية حتى يمكنها رؤيتي. - هل تشاجرتما مرة أخرى؟ لقد رأيت شيئا في وجهها .. ماذا فعلت بها؟ - أختي .. اتركي «ماتيفي» ومتاعبها جانبا، ولنتحدث فيما هو أهم.
لحقت بهن «أوجوي» قائلة: كنت أبحث عنك في كل مكان بالسوق.
ثم قامت باحتضان «آديز».
قالت «آديز»: كيف حال الأولاد؟ هل تعلمينهم حقا أكل الثعبان؟
صاحت «أوجوي» من كل قلبها: هل تعتقدين أنه مجرد شيء لإثارة الضحك .. لا عجب إذن في أنك الوحيدة في «أوموارو» التي لم تأت لتسأل عما حدث. - هل حدث شيء؟ لم يخبرني أحد بأي شيء، هل شب حريق أم أن أحدا قد مات؟
अज्ञात पृष्ठ