كان «واكا» معروفا بالحكمة والاتزان ويعرف دائما ما يقول، لكنه في تلك الليلة عندما هدد «أولو» في بيته فإن كثيرا من الناس قد ارتعدوا منه.
لم تكن رأس «واكا» أو بطنه تؤلمانه، ولم يتأوه في منتصف الليل رغم تهديده ل «أولو»، وربما كان هذا معنى الأغنية التي كان يشدو بها في احتفال «إيديميلي» هذا العام .. كان «واكا» يملك قناعا كبيرا يرتديه في ذلك الاحتفال وبقية المناسبات الهامة. وكان اسم القناع «أوجالانيا» أو رجل الثروة .. في احتفالات ومهرجانات «إيديميلي» كانت حشود من الناس تأتي من كل القرى لرؤية هذا القناع العظيم، المزخرف بالمرايا والملابس الغالية ذات الألوان الكثيرة.
تحدث القناع ذلك العام بفخر واعتزاز، وقال الذين يعرفون لغة أرواح الأسلاف إن «واكا» كان يتحدث عن مقاومته ل «أولو»: «أيها الناس، أنصتوا جيدا إلى ما أقول .. هناك مكان ما لا يعرفه أحد؛ حيث لا رجل ولا روح تجرؤ على المغامرة إلا إذا أمسك صديقه بيده اليمنى وقريبه باليد اليسرى، ولكنني أنا «أوجالانيا» ذهبت إلى هذا المكان وحيدا دون صديق أو قريب.»
ارتفعت نغمات الفلوت ودقات الطبول: «أوجالانيا آجومو».
ثم استطرد: عندما وصلت هناك اتخذت لي صديقا، لكنه تحول إلى ساحر، فبحثت عن صديق آخر فعرفت أنه شخص فاسد، وكان الصديق الثالث مصابا بالجذام. وحين ارتفعت نغمات الفلوت ودقات الطبول مرة ثانية بدأ «أوجالانيا» في الرقص، وراح يتحرك خطوات قليلة إلى اليمين وأخرى إلى اليسار، وكان يلف ويدور بسرعة رافعا يديه إلى أعلى. عدت عندئذ من جولتي، ومرت الأيام، وجاء يوم «آفو» مرة ثانية ولم تؤلمني رأسي أو بطني، كما أنني لم أحس بالدوار .. أخبروني إذن أيها الناس، هل الذي يفعل كل ذلك لا تكون ذراعه قوية؟
أجابوا جميعا: إن ذراعه قوية، قوية جدا.
كان الفلوت يواصل نغماته مع دقات الطبول.
ظل الناس طوال سنوات خمس يتساءلون كيف أن هذا الرجل استطاع أن يتحدى «أولو» دون أن يلحقه أذى .. ها هو يعيش متباهيا .. من الأفضل القول بأنه لم يكن «أولو» هو الذي تحداه الرجل .. إنه لم يستدع اسم الله، ولكن إذا كان كذلك فمن أين حصل «واكا» على هذه القوة؟
عند رؤيتنا لطائر صغير يرقص في منتصف الطريق فلا بد أن طارق الطبول ليس ببعيد .. لا بد أنه بجوار الشجيرة.
كان قس «إيديميلي» هو طارق الطبول الذي يغني بالثناء على «واكا». إنه الإله الشخصي ل «أومونيورا»، إنه «إيزيديميلي» صديق «واكا» الحميم، ومعلمه الخاص الذي جعل «واكا» قويا، ودفع به للأمام. غير أن أحدا لم يكن يعرف ذلك لمدة طويلة.
अज्ञात पृष्ठ