सफवत अल-अस्र
صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر
शैलियों
اليوم تدخل في دور التنفيذ النظامات النيابية التي قررها الدستور، ولا ريب في أنها تبشر بإقبال عصر جديد من القوة والسعادة على بلادنا المحبوبة.
لقد وضعت البلاد فيكم ثقة عظمى، وألقت بها عليكم مسئولية كبرى، فأمامكم مهمة من أدق المهمات وأخطرها، إذ يتعلق بها مستقبل البلاد، وهي مهمة تحقيق استقلالها التام بمعناه الصحيح، ولا شك أنكم ستعالجونها بروح من الحزم والحكمة والروية، وأنكم ستجدون من أهم مسهلاتها الاتحاد المقدس الذي لا انفصام له بين العرش والأمة، والذي توثقت اليوم عراه بالقسم العظيم الذي أقسمناه وستؤدونه أنتم عما قليل.
لهذا يحق لي أن أصرح علنا باسمي وباسمكم أن حكومتي مستعدة للدخول مع الحكومة البريطانية في مفاوضات حرة من كل قيد؛ لتحقيق الآمال القوية بالنسبة لمصر والسودان مملوءة من الرجاء في الوصول إليها بقوة حقنا، وعناية الله القدير.
ومن أهم وظائفكم أن تساعدوا الحكومة، وتشتركوا معها في إدارة البلاد على الطريقة التي رسمها الدستور، وهي الطريقة المؤسسة على القانون بين سلطات الدولة، وعلى مبدأ المسئولية الوزارية، ولقد وضعت هذه الطريقة على الحكومة وعلى البرلمان واجبات، فعليها تنفيذ مبادئ الدستور وتطبيق أحكامه بروح تامة من الحرية والديمقراطية، وعليه أن يتمم التشريع بوضع القوانين الناقصة التي أشار الدستور إليها، وأن يعيد النظر في القوانين المعمول بها خصوصا ما لم يعرض منها على الجمعية التشريعية بسبب إيقاف أعمالها، وأن ينظر في قانون ا لانتخاب بما تمليه عليه نتيجة الاختبار.
وستعرض عاجلا على مجلس النواب ميزانية الحكومة للسنة القادمة، وسبق منها أن الإيرادات والمصروفات متعادلة، وأن المال الاحتياطي زاد زيادة عظيمة سيكون لها أحسن أثر في سمعة البلاد المالية، غير أن هذا لا يعفي من التزام الحزم في السياسة المالية، بل يجب اجتناب كل ما من شأنه تكليف الخزينة بنفقات لا ضرورة لها ولا يكون من وراء إنفاقها تحسين في الإدارة، ورعاية الاقتصاد في الوظائف حتى لا يكون منها ما هو فوق الحاجة، وفي المرتبات حتى لا تزيد على قيمة العمل المقررة لها.
ويجب إصلاح الإدارة بتقسيم المصالح المختلفة، وتوزيع الوظائف المتنوعة وتحديد اختصاصها على وجه يضمن سهولة العمل وسرعته وانتظامه، ويبعث في نفوس الموظفين روح الجد والنشاط، والشعور بالمسئولية والحرص على النظام كما يضمن لهم حقوقهم، ويكفل السير على طريقة عادلة في التعيينات والترقيات.
أما الضرائب الحالية فيجب تجنب الزيادة فيها، غير أنه يبقى النظر في مراجعتها وتكميل نظامها، لا لمجرد دخلها وتوزيعه توزيعا أعدل، بل أيضا لتقرير رسوم على الإيرادات المعفاة بغير حق من الضرائب في الوقت الحاضر، وغير خاف أن مراقبة المصروفات العامة بالدقة وحسن الانتباه، وتقوية نظام الضرائب بضمان انتظام الميزانية وثباتها يسمحان باستئناف مشاريع الأعمال العامة التي أهملت من سنوات.
ومن اللازم حماية ثروة البلاد الزراعية وتنميتها بنسبة زيادة السكان، وهذا يستلزم المبادرة إلى حل المسائل الخاصة بتحسين طرق الري والصرف وتوسيع نطاقها، ومن الواجب تحسين طرق المواصلات وتنمية التجارة على اختلاف أنواعها، واستثمار المناجم وتشجيع الصناعات المصرية الحديثة العهد، والاستفادة من مركز البلاد الجغرافي وإصلاح حالة الأمن والصحة العمومية، وترقية المرأة أدبيا واجتماعيا، وحماية الأمومة والعناية بالأطفال، واتخاذ التدابير الاجتماعية اللازمة لحماية العمال ونشر التعليم بنوعيه الأولي والراقي.
وعلى مصر أن تتبوأ مكانها بين الدول بإيجاد علاقات الوداد، وتوكيدها مع جميع الدول من غير تفضيل، ولا امتياز يخالف مبدأ استقلالنا التام.
والأمل وطيد في أن تتوج حريتنا السياسية بدخول مصر في جمعية الأمم كدولة تامة الاستقلال.
अज्ञात पृष्ठ