सुख और प्रसन्नता मानव जीवन में
السعادة والاسعاد في السيرة الانسانية
प्रकाशन वर्ष
1957 / 1958
शैलियों
المدن أقسام فمنها المدينة الفاضلة وهي التي تكون الغلبة فيها لأهل الفضيلة ومنها المدينة الخسيسة وهي التي تكون الغلبة فيها للمتمتعين باللذات البهيمية من المآكل والمشارب والمناكح ومنها والمدينة الحكيمة وهي التي تكون الغلبة فيها لأهل الحكمة ومنها المدينة الجاهلية وهي التي لم يعرف أهلها كبير شيء من العلوم الفاضلة وقال أفلاطن المدينة قد تكون شقية وقد تكون سعيدة وقد تكون عفيفة وقد تكون شرهة وقد تكون نجدة وقد تكون جبانة قال وفي الجملة إن أحوال المدن إنما تكون على قدر أحوال أهلها وسنصف بعد هذا المدن بصفتها إن شاء الله
صفة المدينة الشقية
قال أفلاطن المدينة الشقية مدينة أهل الزيغ والتغلب قال وإنها لا تكون مدينة واحدة لكن مدنا كثيرة قال وذلك أنه بالجملة تكون فيها الخيرات والشرور وأهل الفضائل والرذائل لكن الخيرات فيها تكون قليلة وما يكون فيها من الخيرات الخارجة فإنما يكون لأهل الردي والشرور تكون كثيرة ويختص ببلواها أهل الصلاح والخير قال وإنه يكون فيها الهزل والجد والعمل والبطالة والكفاف والقناعة والشره وفضل الحرص والرغبة والسرف والتبذير بسبب المفاخرة والشهوة والفرح والسرور مع الكآبة والحزن قال ويكون يعضهم مسرف الغنى وهم أهل الردى وبعضهم مسرف الفقر وهم أهل القضاء قال ويكون فيها أهل الفضل وصالحون ولصوص وسلالون ويكون فيها زناة ولوطيون وزهاد ومتعبدون
بقية القول في صفة المدينة الشقية
قال أنوشروان كان يقال إذا ولي الملك والجائر انحطت العلية وذلت الأخيار وغلب السفلة وعز الأشرار وصار لهم الأعمال فذهب البركات وظهرت المنكرات وكثرت الآفات وتعذرت المكاسب وقل ولاد الحيوان وجف ألبانها وشحومها ولحومها وذهب ريع الأرض والأشجار وفقدت منافع الأدوية المجربة وتحول القيظ شتاء والشتاء قيظا ويكثر الوباء والأمراض واستكلب الشره وتسلط الحرص وتمكن السرف وجهل القصد وانصرفت قلوب الأولاد عن محبة الآباء والأمهات وعن طاعتهم إلى البغضة وسوء الأدب وقلة الطاعة وذهب التواد والتواصل من ذوي القرابة والجوار والصحبة وفقد الصدق والأمانة وفشا الكذب والخيانة
صفة المدينة السعيدة
قال أفلاطن المدينة السعيدة هي التي تكون حكيمة ونجدة وعفيفة قال وليس ينبغي أن تكون كثيرة الأهل ولا كثيرة المال قال ولهذا نقول بأنه لا ينبغي أن تكون مجاورة للبحر ولا ينبغي أن تكون لها معادن ذهب وفضة فإنها إذا كانت كذلك كانت غنية والثروة سبب البلايا والشرور وإنها تكون مدينة واحدة وذلك لأنها مستعملة للصواب والصواب أن يتصرف كل واحد من أهلها فيما هو أهله ويواظب عليه وليس يتم له ذلك إلا بترك ما ليس له ويكون لغيره فإنه لا فرق بين أن يترك الإنسان عمله وبين أن يستعمل بعمل غيره والمدينة الحكيمة هي التي تكون في رؤسائها الحكمة وخاصة في الرئيس الأعظم ويكون مع ذلك في المرؤوسين حسن الطاعة وإن الحكمة هي الرأي الحسن والفكرة الجيدة ولن تحصل الحكمة إلا باكتساب الهيئات الفاضلة النفسية أعني الأخلاق الحسنة وباقتناء العلوم الرياضية أعني العدد والمساحة والنجوم والموسيقى وإلا بمعرفة علم المنطق والجدل وبمعرفة السنن المرسومة وبمعرفة الأمور الجميلة وبمعرفة السنن الماضية قال أفلاطن المدينة النجدة هي التي تكون في الحفظة جرأة على الأعداء ونصرة لمحاربتهم والنجدة هي الشجاعة قال والشجاعة هي المحافظة على إخلاص الرأي الذي سنح عن الأدب فيما أوجبته السنة في شدائد الأمور وأهوالها وآلامها في التعب المحمود وعند مجاذبة اللذات والشهوات قال والشجاع هو الذي يمكنه الثبات على الرأي الذي سنح عن الأدب عند اللذة والشهوة فلا يخذل الرأي بسببهما قال والمغلوب من اللذات أردى من المغلوب عند الأحزان والآلام فإن اللذات إذا هاجت حملت على الأمور القبيحة قال والمدينة العفيفة هي التي تكون كل واحد من أهلها ضابطا لنفسه من اللذات الرديئة والشهوات الضارة قال وإنها لا تكون عفيفة بأن تكون العفة في صنف من أهلها كما كانت حكيمة بحكمة رؤسائها ونجدة بشجاعة حفظتها لكن بأن تكون سياستها وحفظتها وصناعها وجميع من فيها أعفا قال والعفة هي موافقة صوت الأخس لصوت الأفضل بالطبع وذلك بأن تكون النفس الشهوانية تابعة للنفس الناطقة فلا تتحرك إلى اللذات والشهوات إلا إذا أطلق له ذلك و لا يهرب من الأحزان إلا إذا أطلق له النفس الناطقة وقال أرسطوطيلس في ريطوريقى العفة فضيلة بها تكون المرء في شهوات البدن على ما تأمر به السنة قال والفجور بخلاف ذلك
سؤال
قال أفلاطن قال لي قائل يشبه أن تكون هذه المدينة التي وصفتها موجودة في القول فقط فإنا لا نعلمها في موضع من الأرض قال وقلت إن لم تكون موجودة في الأرض فإن مثالها موجودة في السنة قال وأيضا فلا فرق بين أن تكون قد كانت وبين أن ستكون وذلك إن الذي قلناه ليس هو فيما لا يمكن أن يكون
صفة أفلاطن لأخلاق أهل زمانه
अज्ञात पृष्ठ