خيل إلي أنها انقلبت في نقاشها امرأة لا أما أو جدة أو قريبة فحسب.
انتفضت قائما وخطوت نحوها لأجلس إلى جانبها كالزمان الأول، ولكنها وثبت هاربة وهي تهتف بجفاء: لا تلمسني.
كأنما تلقيت لطمة، تجمدت لحظات، في غاية من الانهيار واليأس، ثم همست وأنا أتحرك: أستودعك الله.
لم أذهب إلى المقهى، لم أرجع إلى البيت، سرت طويلا على غير هدى، استرحت قليلا في بعض مقاهي الأطراف، عدت إلى مقبرتي مع الفجر. في اليوم التالي، وأنا في طريقي المألوف إلى مقهى النجاح، رفعت عيني إلى شرفة مسكنها، وإذا بها تقف فوق عتبة الشرفة وكأنها تنظر نحوي. وبدافع الأدب والمجاملة أحنيت رأسي تحية فإذا بها تلوح بيدها محيية. خفق القلب وتسمرت القدمان، ماذا تعني يا ترى؟ وفتحت مصراعي النافذة وتراجعت قليلا، ثم لوحت بيدها مرة أخرى واختفت. فسرت الإشارة على هواي، وعبرت الشارع نحو العمارة يستخفني طرب غامر، لم أبال هذه المرة بانتظار المساء.
अज्ञात पृष्ठ