रुयत अल्लाह
رؤية الله تعالى بين العقل و النقل
शैलियों
ومهما يكن فإن هذه الأحاديث أحادية، والآحادي لا تنهض به حجة في الأمور الإعتقادية؛ لأن الإعتقاد ثمرة اليقين، واليقين لا يقوم إلا على الأدلة القطعية المتواترة نقلا، النصية دلالة بحيث لا تحتمل تأويلا آخر، والحديث الآحادي لا يتجاوز ثبوت متنه الظن، فلذلك قال المحققون: إنه يوجب العمل، ولا يفيد العلم، وإذا كانت هذه هي درجة الآحادي في الحجية فكيف إذا عورض بالنصوص القطعية من القرآن، ولذلك نحكم بسقوط الروايات الصريحة في تشبيه الخالق بالخلق، إذا لم تحتمل التأويل، لاستحالة أن يصدر ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي لا ينطق عن الهوى، وذلك كحديث (( إذا كان يوم الجمعة نزل على كرسيه ثم حف الكرسي بمنابر من نور فيجيء النبيون حتى يجلسوا عليها.. الخ ))، فإنه مصادم للعقل والنقل، بل هو مصادم لما يقوله معتقدوا الرؤية أنفسهم من أنه يرى بدون إحاطة، فإنه يلزم أن يكون محاطا به قطعا، إذا كان النبيون تحف منابرهم بكرسيه الذي يستوي عليه.
ثم قال الخليلي: وإذا كان الصحابة رضوان الله تعالى عليهم لم يقبل بعضهم ما رواه بعض منهم مما رآه مخالفا لما فهمه من مدلول الكتاب العزيز، كما كان من عمر في رواية فاطمة بنت قيس، وما كان من عائشة فيما رواه ابن عمر رضي الله عنهم أجمعين مع كونهم في خير القرون، وأفضل العصور فما بالكم بمن بعدهم، وقد اختلط الحابل بالنابل، وفشا اللبس، وكثر التدليس، وانتشرت البدع، وتعددت الدسائس، وتباعدت العصور عن العصر الكريم(1)اه.
قلت: ولعلك تسأل وتقول: إن الروايات وردت كبشارة للمؤمنين فإذا كانت بمعنى العلم فلا فرق بينهم وبين الكافرين لأن الكافرين يعلمون الله سبحانه ضرورة يوم القيامة كما يعلمه المؤمنون؟
पृष्ठ 96