============================================================
القبس الخامس دوره في خدمة العلوم الدينية وتهيثة لوازمها قدر المستطاع من المعلوم ان آداب الطريقة النقشبندية كغيرها من الطرق الصوفية مبنية اساسا على الكتاب والسنة النبرية في ضوء دلالاتهما النصية المتفقة واستنباط الأئمة المجتهدين للأحكام الشرعية الغير المنصوصة. وان ذلك لا يمكن الا بتدريس العلوم العربية التي تخدمهما - ايي الكتاب والسنة - من علوم الصرف والنحو والبلاغة والفقه وأصوله وعلم العقائد وما يستعان به في طريق التعريف والاستدلال من علمي المنطق والمناظرة من هنا وتحقيقا للغاية السامية عن طريق تلك الوسائل الشريفة كان والد شيخي وجده، رحمهما الله معتنيين جدا برعاية المدارس والمدرسين والطلاب؛ فقد كان في صحبة جده (الشيخ عثمان سراج الدين) مدرسون أفاضل من مريديه الذين كانوا يدرسون الطلاب يوميا بعد الفراغ من سلوك آداب الطريقة . ففي قريقي (بيارة) و(طويلة) اجتمع في صحيته أوائل عهده لفيف من العلماء البارزين كالعلامة مولاتا احمد النودشي الذي لازمه عددا من السنين، ومنهم الملا حامد الكاتب الذي استتسخ بخط يده كتاب (التحفة) لابن حجر الهيثمي وتفسير البيضاوي وشرح المثتوي لمولانا جلال الدين الرومي في ثلاثة مجلدات، وشرح الرسالة المنظومة الموسومة ب( الزبد) لابن رسلان الشافعي وكان اولاد الشيخ عثمان سراج الدين يدرسون عنده . ومنهم العلامة الجامع بين الشريعة والطريقة الشاعر النابغة في اللغات الكردية والعربية والفارسية مولانا السيد عبدالرحيم التاوگوزي المشهور بالمولوى والمتخلص بالمعدوم، الذي ينتهي نسبه الشريف الى العلامة السيد ابي بكر المعروف بالمصنف، أسبغ عليه المولى الطافه وكان مولوي، رحمه الله، يدرس اولاد شيخه ومرشده الشيخ عثمان سراج الدين، وهم : الشيخ محمد بهاء الدين، والشيخ عبدالرحمن ابو الوفاء، والشيخ عمر ضياء الدين ، والشيخ احمد شم الدين، رحمهم الله وقد الف على اقتراح بعضهم منظومة الفضيلة باللغة العربية، والعقيدة المرضية باللغة الكردية وكلتاهما في العقيدة وأصول الدين وتعتبران من الروائع، كما انه الف منظومته (الفوائح) باللغة الفارسية وفي نفس الموضوع الآنف
पृष्ठ 22