بعد الشهادتين أن عليا ولي الله، وهذه بدعة مخالفة للدين لم يرد بها كتاب ولا سنة، ولم يكن عليها إجماع ولا فيها قياس صحيح، ومخالفة لأهل مذهبهم، فردها لا يُحتاج إليه.
مطلب الجمع بين الصلاتين
ومنها: تجويزهم الجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء من غير عذر، وقد روى الترمذي قال: قال رسول الله: "من جمع بين صلاتين بغير عذر فقد أتى بابا من الكبائر١") وقد ورد أن من أشراط٢ الساعة تأخير الصلاة عن أوقاتها، وما روي عن ابن عباس ﵁ من الجمع بين العصرين والعشاءين فمؤول بتأخير الأولى إلى آخر وقتها، وأداء الأخرى في أول وقتها، والله أعلم.
قيل إن سبب جمعهم بين الظهرين والمغربين طول الدهر مع اختيار التأخير فيهما هو " أنهم ينتظرون ٣ القائم المختفي في السرداب ليقتدوا به، فيؤخرون الظهر إلى العصر إلى قريب غروب الشمس، فإذا يئسوا من الإمام واصفرت الشمس وصارت بين قرني الشيطان نقروا عند ذلك كنقر الديك، فصلوا الصلاتين من غير خشوع ولا طمأنينة فرادى من غير جماعة، ورجعوا خائبين خاسرين. نسأل الله العفو والعافية. وقد صاروا بذلك وبوقوفهم بالجبل على ذلك السرداب وصياحهم بأن يخرج إليهم ضحكة لأولي الألباب. ولقد أحسن القائل شعرا: ٤
_________
١ سنن الترمذي: ١/ ٣٥٦.
٢ في الأصل: اشتراط.
٣ في الهامش: خروج المهدي أعني إمامهم الغائب المنتظر.
٤ الصواعق المحرقة: ١٦٨.
1 / 33