الأئمة، فيقتل النبي ﷺ الخلفاء حدا، والقتلة قصاصا، ويصلبون الظالمين، ويبتدئون بصلب أبي بكر وعمر على شجرة؛ فمن قائل يقول: إن تلك تكون رطبة فتجف تلك الشجرة بعد أن صلبا عليها، فيضل بذلك خلق كثير من أهل الحق، ويقولون: ظلمناهم. ومن قائل يقول: الشجرة تكون يابسة فتخضر بعد الصلب، ويهتدي به جم غفير من محبيهما. قيل ذكروا في كتبهم أن تلك الشجرة نخلة، وأنها تطول حتى يراها أهل المشرق والمغرب، وأن الدنيا تبقى بعد ذلك خمسين ألف سنة، وقيل مائة وعشرين ألف سنة، لكل إمام من الاثني عشر اثني عشر ألف سنة، وقال بعضهم إلا المهدي فإن له ثمانين ألف سنة، ثم يرجع آدم، ثم شيث، ثم إدريس، ثم نوح، ثم بقية الأنبياء إلى أن ينتهي إلى المهدي، وأن الدنيا غير فانية، وأن الآخرة غير آتية. كذا نقل عنه والله أعلم.
فانظر أيها المؤمن إلى سخافة رأي هؤلاء الأغبياء، يختلقون ما تردّه بديهة العقل وصراحة النقل. وقولهم هذا مستلزم تكذيب ما ثبت قطعا في الآيات والأحاديث من عدم رجوع الموتى إلى الدنيا، فالمجادلة مع هؤلاء الحمر تضيع الوقت. لو كان لهم عقل لما تكلموا أي (شيء) ١ يجعلهم مسخرة للصبيان، ويمج كلامهم أسماع أهل الإيقان، لكن الله سلب عقولهم وخذلهم في الوقيعة في خلص أوليائه لشقاوة سبقت لهم.
مطلب زيادتهم في الأذان
ومنها: زيادتهم في هذه الأزمنة في الأذان والإقامة وفي التشهد
_________
١ مزيدة على النص.
1 / 32