وأما الحفير ، فإنه اسم لأكثر من عشرين بئرا ومنزلا في بلاد العرب ، هذا على تقدير أنه بوزن فعيل بفتح الأول وكسر الثاني.
وأما إذا كان لفظه مصغر حفر ، أي بضم الأول وفتح الثاني ، فهو اسم لمنازل عدة أيضا (1).
وقال الحفصي : إذا خرجت من البصرة تريد مكة فتأخذ بطن فلج ، فأول ماء ترد الحفير. قال بعضهم :
ولقد ذهبت مراغما
أرجو السلامة بالحفير
وأما السمينة بضم الأول وفتح الثاني على التصغير ففي «المعجم» أنه أول منزل من النباج للقاصد إلى البصرة.
وأما قباء التي اتخذ بها عبد الله بن عامر بن كريز قصرا ، فلا نظنها قباء التي في المدينة على مسافة ميلين منها على يسار القاصد إلى مكة ، والتي فيها المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم ، ولكني أظنها قباء التي يقول عنها ياقوت في «معجمه» : إنها موضع بين مكة والبصرة ، والدليل على ذلك أن عبد الله بن عامر ولي البصرة لعثمان بن عفان ، فأكثر من البناء والحفر والغراس على الطريق المؤدية من البصرة إلى مكة ، فالنباج والحفير (بضم ففتح على التصغير) والسمينة (بالتصغير أيضا) كلها على هذا السمت ، فالأشبه أن تكون قباء التي بنى عبد الله فيها صرحا هي قباء التي موقعها بين مكة والبصرة.
पृष्ठ 65