وقفت الأنبياء دونه فزبرت عليه رسالة حسنة بما فتح الله به ارتجالا وكتبت فيه رسالة نحو كراسة صغيرة وقد قلت فيها ما حاصله انه وقف بساحل بعلمه الحقائق وزوال الحجاب عنه بان وقعت له شطحة من شطحات أهل المحو فوقف في ذلك الساحل لعدم تمكنه ورسوخه في علم الشريعة ولا في علم الحقيقة إذ هو متلون لا متمكن من الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا لا من المتمكنين الذين اطمأنت قلوبه بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب فوقف في ذلك الساحل وقوف اضطراره لا وقوف أدب لأن صاحب هذا المقام محمول لا حامل وهو ممن ملكه الحال لا انه ملكك حال فكان وقوف الأنبياء دونه أولى وأمكن وأليق لتمكنهم واشتغالهم مع السفرة والوحي هذا بمنزلة الخضر مع موسى عليه السلام وقد كانت علوم عنده لم تكن لموسى عليه السلام مع أن موسى أفضل منه بالإجماع غايته أن تلك مزية والقاعدة المقررة أن المزية لا تقتضي الأفضلية فموسى قد اشتغل بما هو أعظم والخضر خصه الله تعالى بهذا الأمر فلا يكون أولى ولا شك أن الخضر وقف بساحل من العلوم اللدنية والمواهب الكشفية لم يقف موسى بها إذ وقف دونها وهي علم الشريعة ولا شك أن ما يفعله الخضر في بادي الرأي أنه ممنوع شرعا في ظاهر الحال ولذلك قال له لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا فإذا علمت هذا علمت مثله في هذا القول من غير شك وقد قررته بوجهين آخرين فاستحسنوا ذلك مني غاية قل بفضل الله تعالى.
ثم ودعونا وفقهم الله وهداهم نحو مسيرة نصف يوم وفي تلك الجماعة عمنا العلامة المحقق الفهامة سيدي محمد الصغير بن رقية والفاضل الكامل سيدي محمد السعيد بن الطالب والمحب للخير وأهله سيدي أحمد بن علي نجل السيخ سيدي يحيى العيدلي وسيدي أحمد الطيب والشيخ الفاضل سيدي مهنا وخديم الصالحين الحاج علي البتروني وغيرهم وتلميذ سيدي محمد السكلاوي الجزائري إذ كان يقرأ
पृष्ठ 27