راعت بالبعد باله، وأخمدت بعاصف البين ذباله، أو ترثي لشئون شأنها سكب لا يفتر، وشوق يبت حبال الصبر ويبتر، وضنى تقصر عن حلله الفاقعة صنعاء وتَسْتُر، والأمر
أعظم والله يستر، وما الذي يضيرك، صين من لفح السَّموم نضيرك، بعد أن أضرمت وأشعلت، وأوقدت وجعلت، وفعلت فعلتك التي فعلت، أن تترفق بذماء، أو ترد بنغبة ماء، أرماق ظماء، وتتعاهد المعاهد بتحية يشم عليها شذا أنفاسك، أو تنظر إلينا - على البعد - بمقلة حوراء من بياض قرطاسك، وسواد أنقاسك، فربما قنعت الأنفس المحبة بخيال زور، وتعللت بنوال منزور، ورضيت، لما لم تصد العنقاء، بزرزور:
يا من ترحل والرياح لأجله ... يشتاق إن هبت شذا رياها
تحيا النفوس إذا بعثت تحية ... وإذا عزمت اقرأ ومن أحياها
ولئن أحييت بها فيما سلف نفوسًا تفديك، والله إلى الخير أيهديك، فنحن نقول معشر مواديك: ثني ولا تجعليها بيضة الديك؛ وعذرًا فإني لم اجترئ على خطابك بالفقر الفقيرة، وأدللت لدى حجراتك برفع العقيرة، عن نشاط بعثت
1 / 105