وفهقت الحياض، ولا كان الشاني المشنوء والجرب المهنوء؛ من قطع ليل أغار على الصبح فاحتمل، وشارك في الذم الناقة والجمل، واستأثر جنحه ببدر النادي لما كمل، نشر الشراع فراع، وواصل الإسراع، فكأنما هو تمساح النيل ضايق الأحباب في البرهة، واختطف لهم من الشط نزهة العين وعين النزهة؛ ولجَّجَ بها والعيون تنظر، والغمر عن الاتباع يحظر، فلم يقدر إلا على الأسف، والتماح الأثر المنتسف، (والرجوع بملء العيبة من الخيبة، ووقر الجسرة من الحسرة)؛ إنما نشكو إلى الله البث والحزن، ونستمطر من عبراتنا المزن، وبسيف الرجاء نصول، وإذا أشرعت لليأس أسنة ونصول:
ما أقدر الله أن يدني على شحط ... من داره الحزن ممن داره صول
فإن كان كلم الفراق رغيبًا، لما نويت مغيبًا، وجللت الوقت الهني تشغيبًا، فلعل الملتقى يكون قريبًا، وحديثه يروى صحيحًا غريبًا. إيه سيدي! كيف حال تلك الشمائل، المزهرة الخمائل، والشيم، الهامية الديم؟ هل يمر ببالها من
1 / 104