272

وفيه قبر السفاف على الطريق ، وهو رجل من العرب ذكروا أنه كان فيما مضى يسكن هنالك ، ويقطع على الحجاج ، ولا يكاد يسلم منه أحد ، حتى مرض مرضه الذي مات منه (1). فسمع بأن بعض الحجاج على الطريق ، فاستدعى بنيه ، وهم يظنون أنه يأمرهم بإكرامهم وأنه قد تاب ، فوجدوه وقد اعتقل لسانه ، فقالوا له : نجير الحجاج؟ فأشار إليهم : أن لا. فما زالوا يراودونه ويذكرونه بما حل به حتى أضجروه (2)، فرفع يده وأشار إلى فيه أي سفوهم سفا ، فسمي السفاف. ثم مات فرجم قبره من ذلك العهد إلى الآن ، وقد صار جبلا من الحجارة ، والله المسؤول في العصمة.

* [مغارة شعيب]

ومن هذه المنهلة إلى مغارة شعيب يومان وبعض يوم ، وهي مغارة كبيرة مرتفعة السمك جدا ، معجبة الصفة ، متسعة (3) من بابها إلى داخلها ، مضيئة لأجل اتساعها ، معجبة الصفة ، وهي في حجر أصم بأصل حدب (4) غليظ ؛ وفي بابها يسير ارتفاع فإذا دخلتها انحدرت في درج من حجارة جعل لأجل الزلق. والمغارة نفسها من صنع الله الذي أتقن كل شيء ، ولا قدرة على مثلها لآدمي ، والماء في قعرها كثير ظاهر من الباب راكد كأنه بركة مطر (5) [86 / آ] وهو ماء معين بلا ريب. ولولا ذلك لنزف في سقية واحدة ، وهو عذب

पृष्ठ 341