وألفوا خلال المفاوز (1)، فهم بها أغنى عن الماء من ضب (2)، وأصب إلى صب الفواقر على فقر المسافر (3) من صب ، على كل مرقب منهم عقاب يرقب الضيفان ليقريهم أمر عقاب ، فما يمر بتلك المسالك سالك ، ولا يخطر على تلك المعابر عابر ، ولا يرد في تلك المناهل ناهل ، إلا انقضوا عليه انقضاض الصقور على البغاث (4)، وانكدروا (5) عليه بحيث لا يغاث من استغاث ، فمزقوا أشلاءه تمزيق الدهر للأحرار ، وعاثوا فيه عيث أويس (6) في ثلة (7) وأسامة (8) في صوار (9)، لا أمن لهم من عوادي الدهر ربرب (10)، ولا عذب لهم من موارد الآمال مشرب ، ولا رحل عنهم يوم حتى يستخلف عليهم نكبة ، ولا وردت عليهم ساعة إلا بتحفة عطبة (11)، حتى يصيروا عبرة للبادي والحاضر ، وأحدوثة المقيم والمسافر ، بحول الإله (12) الذي يسبحه (13) الضب والنون (14)، وأمره بين الكاف والنون.
والهبالة اسم ناقته ، وأويس : تصغير أوس وهو الذئب. وقيل : افترس له شاة فقال : لأضعن في حشاك مشقصا يا أويس من غنيمتك التي غنمتها من غنمي.
पृष्ठ 197