وفي أعلى القصر من كل جهة صخور بارزة من البنيان عظيمة ، قد نحتت مستديرة ، وحفرت فيها مجار للماء من السطح فصارت ميازيب متسعة المجاري في غاية الإحكام وجمال المنظر.
وقد دلت آثار تلك البلدان على ضخامة مملكتها في غابر الزمان ، على ضد ماهي عليه الآن ، فإنها شديدة الإهمال ، غير سديدة الأحوال ، طامسة المسالك ، دامسة كالليل الحالك ، عمرانها خراب ، وغدرانها سراب ، وعنوانها يباب (1) ، يكل عن وصف فنائها لسان المنطيق (2)، ويضيق في ميدان تبيان خلائها عنان التلفيق ، حلت بها الآفات والمحن ، وشفى منها الدهر على عقد لها من حقود وإحن (3)، لا يسلكها إلا مخاطر ، ولا يعدم من عربانها إيلام خاطر [45 / آ] قد استوى لديهم الصالح والطالح ، واتفق في مذاقهم لكفرهم ونفاقهم كل عذب ومالح. اتخذوا أخذ الحاج خلقا ودينا واعتقدوا إهلاكه ملة ودينا ، فماله عندهم طعمة (4) أحلى من مال اليتيم في في (5) الولي الفاجر اللئيم ، ومن حديث إخوان الصفاء (6)، ومن الوعد على ثقة الوفاء ، لبسوا أسمال (7) المعاوز ،
पृष्ठ 196