============================================================
واكتسابه وإنفاقه وإمساكه، ورد ما كان عليه (من حق) (1) وأخذه ما كان له عند غيره (من حق) (2) كيف كان (قد) (3) أخذه، أبحق أم بظلم (4)؟ ومنطقه ولحظه واستماعه، وخطاه برجله، وبطشه بيده ، ومظالم العباد عنده في أمواهم واعراضهما وحقوق من يجب له عليه الحق من أقربائه وغيرهم، فيتذكر تذكر من يريد الطهارة قبل لقاء الله، ويتذكر مظالم العباد عنده تذكر من أوقف نفسه للقصاص، قبل القصاص بين يدي الله، فإذا تذكر كيف كان منذ أصبح إلى أن أمسى في جميع هذه الأحوال، وكيف كان إذا أمسى إلى أن أصبح، فعرض كل جارحة على حيالها في عمل ليله ونهاره، وكيف كان قلبه في أعمال الصالحة، ما كان يريد بها وعلى ما كان يدور، وما الذي كان يبعثه على الأعمال، وكيف كانت عقود ضميره من الحسد على الدين وغيره، وجميع أعمال قلبه؟ ذكر حقوقا كثيرة لله ضيعها فكلما ذكر حقا قد ضيعه هاج الندم من قلبه (على) (5) ما مضى (2) من تفريطه في حقوق ربه، وأعطى العزم (على) (7) أن يقوم به لله عز وجل فيما يستقبل من عمره، فكلما مر (به) (8) الذنب (9) قد اكتسبه هاج حزنه وندمه ، وخاف أن يكون قد نظر إليه الله جل وعزك1) بمقت وغضب، وآلى على نفسه ألا يقبله بعدها ، ولا يرحمه أبدا ، فأعطي العزم ألا يعود إلى ذنب أبدا ، واتصل الرجاء بالخوف، فمنع (11) منه الإياس، ورجع إلى نفسه بذكر الرجاء، أنه لو كان أوجب ألا يرحمين أبدأ لما أهاج قلبي بالرجاء، ولا تسخى(12) قلبي بالتوبة، فالرجاء والخوف هائجات في قلبي وهو يستشف حقوق ربه حقا حقا، وهو يتذكر ذنوبه ذنبا ذنبا.
ف إذا كثر ذكر التضييع لحقوق الله عز وجل(12) في قلبه، وكثر ذكر عدد الذنوب التي كانت منه فلم يذكر يوما من آيامه طلعت فيه الشمس ثم غابت ، حفظ (1 - 3) سقطت من: ط.
(9) في ط: فكلما مر بذنب قد اكتسبه.
(10) في ا: الاله تعالى.
(4) في ط: بالحق آم بغيره.
(11) في ط: وامتنع منه الإياس.، (5) ساقط من ط.
(6) في ط: لما مضي (12) في ا: ولا سخا.
(7-8) سقطت من ط.
(13) في ا: لحقوق ربه.
पृष्ठ 74