============================================================
وكذلك من يبايعه، فيرججه او يبايعه ويؤخره عليه ويجب حمده آن راه على خير وارتاح قلبه، فيحب أن يتصحتح عنده بالورع وحفظ المنطق والوفاء بالموعد، ليثق به ولا يجوزه إلى غيره.
و كذلك الصانع عند من يسلم إليه العمل ، والأجير عند من يستأجره أو يوكله بضيعته او تجارته او عمله، چب الصحة عنده ويرائيه بالورع قلت : قد فهمت هذين، فأما حب المحمدة فهو آبين في النفس وأجلى من أن احتاج إلى تفسيره لي ، فقد تبين لي ان هذه الثلاث خلال هي التي تهيج الرياء وتبعث على قبول خطرات العدو فما الذي كانت هذه الثلاث خلال منه (1)؟ فإنه لا ينبغي إلا آن يكون لها أصل عنه تشعبت وتفرقت.
قال: أما أصل هذه الثلاث خلال الذي منه تشعبت (وتفرقت هكذا فهو) (2) معرفة النفس بلذة ما تنال من الحمد والبر، وما يدخل عليها من ضرر الذم وغمه لا فلما عظمت المعرفة بذلك انبعث(3) العبد على اعتقاده هذه الخلال الثلاث.
لأنه لما عرف أنه إن حمده الناس عظموا قدره، فبدأوه إذا لقوه(4) بالسلام والبشر والاعظام، والهيبة والتوسعة له في المجلس، والتكرمة له بتشريفه وقبول الشهادة، وتصديق الحديث وحسن الظن به حتى يوجه الذنب منه إلى الخخير .
فكيف بالخير إذا كان منه؟ وقبول امره والانتهاء عما نهى عنه ، والرئاسة واستماعه الثناء الحسن الذي يلتذ به السمع وتستريح إليه النفس . فهذه معرفة ما ينال من حمد العباد.
(1) اي : ما الأصل الذي نشأت هذه الخلال منه .
(2) ما بين الحاصرتين: سقط من ط (3) في ط: بعث العبد.
(4) في ط: فيبدأ إذا لقى.
(5) وعلى هذا الخلق كثير من جهلاء المتصوفة .
पृष्ठ 171